«أَ حَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»، نعم بالتأكيد. إذ لنا هذه الوصية: «أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا» ( 1يو 4: 21 ). ومَن هو أخي؟ والجواب بسيط: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ» ( 1يو 5: 1 ). هذا هو أخي. حيثما توجد حياة جديدة وطبيعة جديدة، فهناك علاقة مع الله، وهناك أخي.
في أوقات الاضطهاد والمِحَن في الكنيسة، كانت هذه الحقائق معروفة بطريقة خاصة وعجيبة. كان يُقال عن المسيحيين الأوائل: “انظروا كيف يحب هؤلاء المسيحيون بعضهم بعضًا؟” وكان حبهم ظاهرًا للعالم حولهم. إنها وصية الرب نفسه. «أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا»، وقد تكررت هذه الوصية مرتين، كأن الرب يريد أن يؤكدها بطريقة خاصة ( يو 13: 34 ؛ 15: 12). لقد كانت محبة المسيحيين الأوائل تسمو على كل الشوائب، إذ كانت تنبع من محبة الله التي في قلب المؤمن وفي طبيعته الإلهية.
عندما كانت الكنيسة لامعة ومُشرقة، كانت تظهر هذه المحبة في نشاطها المبارك، ولذلك قيل للمؤمنين في تسالونيكي: «أَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ... وَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَزْدَادُوا أَكْثَرَ» ( 1تس 4: 9 ، 10).
نعم، إني حارسٌ لأخي، وعليَّ مسؤولية إزاءه لا أستطيع أن أتجاهلها أو أُهملها، وليس هذا معناه أن لنا السلطة أن نتحكم في إيمان إخوتنا، أو أن نُجبرهم على أن يعملوا ما نظن نحن أنه صواب «لَيْسَ أَنَّنَا نَسُودُ عَلَى إِيمَانِكُمْ بَلْ نَحْنُ مُوازِرُونَ لِسُرُورِكُمْ. لأَنَّكُمْ بِالإِيمَانِ تَثْبُتُونَ» ( 2كو 1: 24 ). نعم، أنا حارسٌ لأخي، ليس بروح التدخل والسيطرة عليه، ولكن بروح النعمة والخدمة المتواضعة لفائدته.