الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جدعون جبار البأس
««الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ!» ( قضاة 6: 12 )
عندما دعا الرب جدعون بالقول: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ»، كان جدعون يشعر عميقًا في قرارة نفسه أنه أبعد ما يكون عن الجبروت، ولكن الرب هنا «يَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ» ( رو 4: 17 ). ليس ما هو في ذاته، بل ما سوف يجعله الرب ( يو 1: 42 ). ويحلم الكثيرون من الشبان بأن يكونوا أبطالاً وأقوياء، ولكي يُحققوا هذا، عليهم أن يتمثلوا بجدعون. طبعًا لا يتعلق الأمر هنا بقوة العضلات، بل بالشجاعة والتصميم لأجل خدمة الرب. لقد كان جدعون يعمل بجدّ ليَجِد قُوْتَه، وأيضًا ليضمن لعائلته الطعام والشبع. والرب الذي ينظر إلينا (ع14)، يُسرّه أن يرى هذه الصفات فينا في سلوكنا اليومي.

وعندما نظر جدعون إلى نفسه، لم يستطع أن يجد القوة التي تكلَّم عنها ملاك الرب، بل بالعكس، كان الأصغر في بيت أبيه، وكانت عشيرته هي الذُّلَّى (الأفقر) في مَنَسَّى. لكن كان عليه أن يتعلَّم الدرس الذي تعلَّمه الرسول بولس في ما بعد، والذي يجب أن يتعلَّمه كل واحد منا مرارًا في حياته، وهو: «حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» ( 2كو 12: 10 )، وأيضًا «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( في 4: 13 ). كانت قوة جدعون هي قوة الله نفسه “القُوَّة التي يَمْنَحُهَا اللهُ” ( 1بط 4: 11 )، والتي تُكْمَلُ في ضعفنا ( 2كو 12: 9 ).

كم كان هذا اللقاء بين جدعون وملاك الرب ثمينًا ومباركًا. إنه يتحدث إلينا عن اللقاء الذي يجب أن يكون لنا مع الرب يسوع على أساس الذبيحة التي أكملها على الصليب. ونتيجة مثل هذا اللقاء ليس الموت، بل على العكس: السلام (ع23). وقد بنى جدعون مذبحًا لربِّ السلام الذي أظهر نفسه له. وفي الحال تعلَّم أن هناك أشياء يجب أن تُهدَم وتُقطَع. وما هي هذه الأشياء بالنسبة لنا نحن مؤمني العهد الجديد؟ لا يجب وجود أي صنم في قلوبنا، بجانب الروح القدس الذي صار يسكن فينا (ع25).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net