الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صوت يعقوب ويدا عيسو!
فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: أَنَا عِيسُو ... قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ ... لِكي تُُبَارِكَنِي نَفْسُكَ ( تكوين 27: 19 )
رسمت رفقة الخطة ليعقوب ليحصل على البركة، وكانت متفقة تمامًا مع رغباته، فلم يرفضها، وإنما خشيَ أن إسحاق يكتشف الحقيقة، وخشيَ من النتائج التي تترتب على ذلك. كان يعمل حسابًا لأبيه، وكل ما يعنيه أن يحتفظ بصورة حسنة أمامه. لكنه لم يعمل حسابًا لله ولم يعبأ بصورته أمامه. لقد خشيَ أن يكون في عيني أبيه كمتهاون (ع 12). وكم من مؤمنين يحاولون الاحتفاظ بصورة حسنة أمام الناس، أما الجوهر الذي يراه الله فلا يهمهم!

ذهب يعقوب وأحضر لأُمه جديين، فصنعت أطعمة كما كان أبوه يحب. وأخذت رفقة ثياب عيسو الفاخرة وألبست يعقوب. وألبست يديه ومَلاَسَة عنقه جلود جديي المعزى، وأعطت الأطعمة والخبز في يد يعقوب ابنها ( تك 27: 14 -17).

ورغم النوايا الحسَنة لرفقة، إلا أنها قد تلطَّخت بهذا التصرُّف المُشين، ليس فقط بما فعلته هي، بل بجعل ابنها المحبوب، موضوع الوعد والقصد، يتصرَّف هذا التصرُّف الجسدي الذي يُجسِّم العار أمام الله والملائكة والناس. إننا في كليهما لا نرى الضمير الحسَّاس الذي يعمل اعتبارًا لله، ولا نرى إيمانًا واتكالاً على الله القدير الذي يستطيع أن يسيطر على إسحاق وخطئه ويضمن البركة ليعقوب. وكان أسلوب الخِداع والتمويه من جانب رفقة ويعقوب يتضمَّن خداع الحواس الخمس الطبيعية لإسحاق على النحو التالي:

* حاسة النظر، وكانت قد فُقِدَتْ وما عاد يُبصِر.

* حاسة اللمس، وأمكن التغلُّب عليها بواسطة جلود المعزى ليصبح مُشعِرًا كأخيه.

* حاسة الشم، بواسطة ثياب عيسو الفاخرة ذات الرائحة المُميَّزة.

* حاسة التذوُّق، إذ عملت الجديين كما كان أبوه يحب، مثل لحم الغزلان التي كان يُحضِرها عيسو.

* أما حاسة السمع فهي الوحيدة التي ظلَّت فعَّالة. وكانت موضع التباس لإسحاق عندما قال: «الصوت صوت يعقوب، ولكن اليدين يدا عيسو!».

وكم نرى هذه الصورة المُحزِنة من ازدواج الشخصية لبعض المؤمنين! فهم داخل الاجتماعات يُظهِرون الطابع الروحي في الترنيم والشكر والوعظ، ولكنهم خارج الاجتماعات يتصرَّفون تصرفات الجسد الرديء. ولن يُصادِق الله على عبادتنا الروحية إذا كنا في الحياة العملية، في البيت أو العمل، نتصرَّف بالجسد.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net