الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نُعمي ورَّد النفس
لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ, لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي.. إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً ( راعوث 1: 20 ، 21)
لا يمكن لرَّد النفس أن يَكمُل دون إحاطة عواطف القديسين بهذه النفس. وهكذا كان الحال مع نُعمي؛ فعواطف المحبة التي وجدتها، فتحت قلبها فانسابت من شفتيها حقائق الاعتراف الجميل بحقيقة ردّ نفسها:

(1) إنها تعترف أنه مهما كان فشلها كثيرًا، فالرب لم يتخلَّ عنها. وعندما تتكلَّم عن أيام تيهانها تقول نُعمي: «القدير قد (تعامل معي) أمَرَّني جدًا». قد نقرر نحن أن نكف عن التعامل معه، ولكنه يحبنا جدًا، ولا يتوقف عن تعامله معنا «لأن الذي يحبُّهُ الرب يؤدبه ... فأيُّ ابن لا يؤدبهُ أبوهُ؟». ( عب 12: 6 ، 7).

(2) وتعترف نُعمي بأنه إذا كان الرب يتعامل معنا في تيهاننا، فهذه المعاملات مريرة جدًا، ولذلك تُضيف: «لأن القدير قد أمرَّني جدًا». وهكذا يُذكِّرنا الرسول: «كل تأديبٍ في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن» ( عب 12: 11 ).

(3) ونرى نُعمي في صورة جميلة وهي تضع كل اللوم على نفسها في تيهانها، فتقول: «إني ذهبت». بينما نقرأ في القصة: «ذهبَ رجلٌ .. ليتغرَّب في بلادِ موآب»، ولكنها لا تذكر كلمة واحدة ضد زوجها. إنها لا تلوم الآخرين، ولا تعفي نفسها.

(4) وإن كانت نُعمي تضع كل اللوم على نفسها في تيهانها، فإنها تَنسِب للرب كل ردّ نفسها، فقالت: «أرجعني الرب». فهي التي ذهبت، والرب ردّ نفسها ( مز 23: 3 ).

(5) وفضلاً عن ذلك، فإن نُعمي لا تقول إن الرب أرجعني فقط، بل إنه أرجعني إلى بيتي (بحسب ترجمة داربي)». فالرب عندما يرُّد أحدًا لا يكتفي بإرجاعه إلى منتصف الطريق إلى البيت، بل إلى كل دفء البيت ومحبته ( لو 15: 4 -6).

(6) وبالرغم من اعترافها أن الرب أعادها إلى بيتها، لكنها تعترف وتقول: «أرجعني الرب فارغة». وفي أيام تيهاننا عن الرب، فإننا لا نُحرِز أي تقدُّم أو نمو روحي. إنها لن تسترجع زوجها ولا ولديها.

(7) وإذا أرجعنا الرب فارغين، فإنه يُرجِعنا إلى مكان الوفرة والشبع، هكذا كان الحال مع نُعمي؛ فرجوعها كان «في ابتداء حصاد الشعير» (ع22). فإذا ما سمح الرب أن يُرجِعنا فارغين، لكنه يحرص أن يرجعنا إلى مكان الوفرة والشبع. وبعد قليل سيُرجِع الرب، إلى بيته، كل قطيعه المُشتَّت، ولن يُفقَد واحد في النهاية. وفي بيتنا الأبدي سنتمتع بملء حصاد السماء العظيم؛ بداية حصاد البركات والفرح الذي لا ينقطع.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net