الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعميق المحبة
فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ ( يوحنا 11: 6 )
إن المحبة البشرية، التي تفكِّر فقط في شفاء المريض، كانت تدفع الرب للذهاب في الحال إلى بيت عنيا. والأنانية البشرية، التي لا يهمها إلا مصلحة الذات، ما كانت لتُفكِّر في الذهاب إلى هناك على الإطلاق، كما قال التلاميذ: «يا مُعلِّم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك، وتذهب أيضًا إلى هناك». ولكن الرب مرتفعًا فوق المحبة البشرية، ومُنزهًا عن الأنانية البشـرية يتصرف حسب ما تُمليه عليه المحبة الإلهية التي تتحرك أيضًا بالحكمة الإلهية. حقًا «الله طريقه كامل» ( مز 18: 30 ؛ 2صم22: 31).

وبعد أن أتمّ الصبر عمله، وفى الميعاد المُحدَّد حسب خطة الحكمة والمحبة الإلهية، أتى الرب إلى الأختين الحزينتـين فى بيت عنيا، وأظهر محبة قلبه العميقة في الحديث معهما، وفي البكاء أيضًا معهما. إنه يعمِّق المحبة في قلبيهما: بكلمات المحبة، وبطريقة المحبة، وبدموع المحبة أيضًا. ما أعمق المحبة التي تَكمُن وراء تلك الكلمات «بكى يسوع»! لقد كان منظر المرأة الخاطئة وهي تبكي في مشهد محبته جميلاً، ولكن المنظر الأجمل والأعجب هو أن نرى المُخلِّص يبكي في مشهد أحزاننا. أن نبكي نحن بسبب خطايانا أمر يدعو إلى قليل من العجَب، أما أن يبكي هو بسبب أحزاننا فهذا يدعو إلى كل العجَب! إن هذا يُظهر لنا مقدار قُربه منَّا، ومن كل قديس متألـم وحزين. ربما نسأل لماذا هذه الدموع؟ لقد أخطأ اليهود الواقفون حول القبر في تفسير معـنى هذه الدموع إذ قالوا: «انظروا كيف كان يحبه!». حقًا لقد أحب الرب لعازر، ولكن هذه الدموع لم تكن تعبيرًا عن محبته للعازر. لقد بَكَت الأختان لفقدْ أخيهما، ولكن لم يكن هناك داعٍ لأن يبكي الرب على شخص هو مزمع أن يُقيمه بعد بُرهة قصيرة. إنه لم يبكِ على الميت، بل مُشاركة مع الأحياء، لم يبكِ لفقدْ لعازر، ولكن لحزن مريم ومرثا. لقد كُسِر قلبه لكى يُجبِر كسر قلوبنا، وذرَف الدموع لكى يُجفف دموعنا. لقد أعلن بذلك محبته لنا، وعمَّقَ محبتنا له. وهكذا فإنه يستخدم تجـارب وأحزان وآلام الحياة ليكشف لنا عن كنوز محبته، ولكي يجذب قلوبنا له.

لا شك أن الأختين قالتا بعد هذه التجربة العظيمة: “لقد كنا نعرف أنه يحبنا، ولكن لم نكن نعرف، إلى وقت التجربة، أنه لهذه الدرجة كان يحبنا، حتى إنه يسير معنا ويبكى معنا في أحزاننا”.

إنما جُلُّ مُرادِي وجْهُكَ الوَضَّاحْ
فاشفِ جُرحي بالحَشَا يا مُنيةَ الأرواحْ

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net