الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابن الإنسان
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ... مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ ( متى 26: 64 )
يقول البشير متى صراحةً: «كان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمَع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه». إذًا «لكي يقتلوه»؛ هذا ما صمَّموا عليه وما أرادوه! وكل ما كانوا يُحاولونه هو أن يُلفِّقوا علَّة قانونية. وتتابَعَ الشهود وكلٌ منهم نقض أقوال الآخرين، وظل يسوع المسيح ساكتًا في جلالٍ صامتٍ مَهيب. وأخيرًا لجأ رئيس الكهنة إلى إجراء حاسم هو القَسَم لإجبار هذا الصامت المَهيب الواقف أمامه على الكلام «فأجاب رئيس الكهنة وقال له: «أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟». وإذ قد استُحلف وأُلقيَ عليه القَسَم، لم يكن ممكنًا أن يظل صامتًا وإلا كان مُخالفًا للشريعة ( لا 5: 1 ).

كانت تلك اللحظة من أعظم اللحظات في حياة المسيح إذ كان بلا شك يعلم أن السؤال لم يوجَّه إليه إلا لتُنسَج منه تُهمة ضده، والجواب عليه يعني الحكم بالموت، ولكن ذاك الذي مرة أسكَت الشعب الذي خلع عليه لقب “مسيَّا” عندما أرادوا أن يجعلوه ملكًا، نراه الآن يتمسَّك بهذا اللقب عندما يكون التمسُّك به سببًا وعِلَّة لقضاء الموت، فقال في ثباتٍ وإصرار: «أنت قلت! وأيضًا أقول لكم: من الآن تُبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء». ويا له من معنى!! فإنهم إلى لحظة يجلسون كقضاة يحكمون عليه، ولكنه في يومٍ عتيد سيكون هو القاضي. إنهم اليوم سيقرِّرون مصير حياته الأرضية، ولكنه هو الذي سوف يقرِّر مصيرهم الأبدي.

ولطالما سمعنا من البعض قولهم إن المسيحيين ينسبون إلى المسيح ما لم ينسبه هو إلى نفسه، فإن المسيح لم يَقُل قط عن نفسه إنه أكثر من إنسان، ولكن المسيحيين هم الذين جعلوا منه إلهًا. لكن هذه العبارة التي نطق بها يسوع المسيح من أجل القَسَم الذي أُلقيَ على مسامعه، لها وقع ولها مكان في كل قلب مُخلِص. فالجالس عن يمين القوة والذي سيأتي في سحاب السماء، هل يمكن أن يكون غير ذاك الذي هو ديَّان سرائر الناس والفاحص قلوبهم حتى أعماقها، والوازن أعمالهم والكاشف نواياهم، وبالتبعية الذي بيده أمورهم وإليه مصائرهم؟

يا له من اعتراف عظيم!! أن “ابن الإنسان” يشهد عن نفسه في مسامع الكون كله، وماذا يعنينا بعد ذلك ما يقوله الناس عنه؟ إن ذلك الاعتراف العظيم يتردَّد متموجًا عبر الدهور، وتتردَّد معه من قلب الخليقة: آمين ثم آمين.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net