الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عاقبة الرب
هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ .. ( يعقوب 5: 11 )
هل كان من الممكن أن تنتهي قصة أيوب بالمشهد المؤلم: أيوب جالسًا على الرماد – بعد أن خسر كل شيء – يحكّ بشقفةٍ جسمه المُبتلى بالقروح؟ هل كان من الممكن أن ينتصر الشيطان، ويزهو سعيدًا بانتصاره؟ كلا على الإطلاق، فكان لا بد أن يتدخَّل الرب ليُغيِّر المشهد تمامًا، من البؤس والشقاء إلي السعادة والهناء. كان لا بد أن يُحوِّل المرارة لترنيمات، ويُبدِّل الحزن لرقص وأفراح.

ما أعجب ربنا المعبود، فإنه مُطلق السلطان، وشديد القوة، كان يراقب جميع الأحداث، سعيدًا فخورًا بأيوب الذي برهن على المَلا أنه يتقي الله ويحبه لأجل ذاته، لا لأجل خيراته وعطاياه. ثم في التوقيت المناسب بعد أن أخذ الضيق والألم مجراهما، وبعد أن أخرج الشيطان كل ما في جُعبته؛ تدخَّل الرب في المشهد ليعلن أنه بحق يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر ( أي 42: 2 ).

مَن سوى إله التعويضات المجيد يستطيع أن يُعَوِّض - على مستوى الأشياء والأشخاص - تعويضًا ماديًا، وتعويضًا نفسيًا معنويًا. ربما كانت أقصى أُمنيات أيوب أن يُشفَى جسده، وتعود إليه صحته ولو عاش فقيرًا، لكن ما أروع عاقبة الرب معه! فلقد فاقت تعويضات الرب كل التوقعات، وتعدَّت كل الأماني والتطلُّعات، فلقد عادت إليه الصحة الجسمانية، وأصبح له الضِعف من الغنم والإبِل والبقر والأُتن، وعوَّضه الرب عن بنيه وبناته – العشرة - بسبعة أولاد، وثلاث بنات هن أجمل نساء الأرض ( أي 42: 2 - 5). بكل تأكيد كان أيوب في ذلك الوقت مبهورًا فخورًا بإلهه وسيده، وهو يرى قدرة يده وعظمة ذراعه.

كان أيوب في أولاه غنيًا لكنه صار في آخرته أغنى. كان عظيمًا لكنه صار أعظم. كان معدنه نقيًا ونفيسًا لكنه - بعد التجربة - صار أنقى وألمع.

لكن أحلى وأجمل الدروس هو أن أيوب أدرك إلهه بطريقة أعمق، واختبره بصورة أروع، وهذا يتضح في كلماته للرب قائلاً: «قد عَلِمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسُرُ عليكَ أمرٌ ... بسمع الأُذن قد سمعت عنكَ، والآن رأتكَ عيني» ( أي 42: 2 -5).

عزيزي القاريء: يا من تجتاز ألمًا قاسيًا، أو تختبر ضيقةً مريرةً، أدعوك أن تصبر كما صبر أيوب في يومه، لا صبر اليأس والإفلاس، بل صبر يُجدِّد القوة والبأس. ثق أنك قريبًا سترى عاقبة الرب معك، عاقبةً مجيدةً.

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net