الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك .. والسلوك بالعيان
صَارَ جُوعٌ .. فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ .. لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ.. وَاسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكُ ( راعوث 1: 1 ، 2)
لقد أخطأ أَلِيمَالِك حين قرَّر أن يترك بيت لحم:

أولاً: لقد سلك بالعيان، وليس بالإيمان: فبدلاً من أن ينتظر الرب، هرب إلى مُوآب. إن أفضل مكان لنا، وأكثرها أمانًا، هو مشيئة الله. ومن الحكمة أن ننتظر الرب، وبالإيمان نرتفع فوق عواصف الحياة ( إش 40: 31 ). والسلوك بالإيمان معناه التمسُّك بمواعيد الرب، بالرغم مما نراه بالعيان، أو ما قد نشعر به، أو ما قد يحدث. وهذا يعني أن نُكرِّس أنفسنا للرب، ونتَّكل بالكامل عليه لكي يُسدِّد الاحتياج. وعندما نعيش بالإيمان، فهذا يُمجد الرب، ويُقدِّم شهادة للعالم الهالك، ويبني الشخصية المسيحية في حياتنا.

ثانيًا: لقد ركَّز على الجسديات، وليس الروحيات: من المؤكد أن الزوج والأب يُريد أن يُوفر الاحتياجات لزوجته وأسرته، لكن يجب ألاَّ يفعل هذا على حساب فقدانه لبركة الرب «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله». أحد أكاذيب الشيطان: “أنت تحتاج أن تعيش!” لكن «الله ... عن كل واحدٍ منا ليس بعيدًا. لأننا بهِ نحيا ونتحرَّك ونوجد» ( أع 17: 27 ، 28)، وهو يعتني بنا «كنتُ فتىً وقد شخت، ولم أرَ صِدِّيقًا تُخلِّيَ عنهُ، ولا ذُريةً له تلتمس خبزًا» ( مز 37: 25 ). ففي أوقات الضيق، إذا أعطينا مشيئة الله الأولوية، يُمكننا التأكد من أن الرب إما سيُخلِّصنا من الضيق، أو يعبر بنا من خلاله.

ثالثًا: إكرام العدو، وليس الرب: عندما سافر أَليمالك إلى موآب، ترك بذلك أرض وشعب الرب، ليعيش في أرض العدو، وبين شعبه. كان الموآبيون ينحدرون من لوط، نتيجة علاقة مُخزية مع ابنته الكبرى ( تك 19: 30 -38). وقد كانوا أيضًا أعداء لشعب الله بسبب طريقة معاملتهم لإسرائيل بعد خروجهم من مصر وذهابهم في طريقهم إلى كنعان ( تث 23: 3 -6؛ عد22-25). لقد كانوا شعبًا مُتكبرًا ( إش 16: 6 ). وفي زمن القضاة، غَزا الموآبيون إسرائيل، وحكموا الشعب لمدة ثمانية عشر عامًا ( قض 3: 12 -14). فلماذا قصدهم أَليمالك طلبًا للمساعدة؟

لقد خطط أَليمالك لعائلته أن تُقيم مؤقتًا في موآب، لكنهم استقروا هناك عشر سنوات ( را 1: 4 ). وعند نهاية هذا العقد من المعصية، كان كل ما تبقى هو ثلاث أرامل وحيدات، وثلاثة مقابر يهودية في أرض وثنية. كل شيء آخر قد فنيَ ( را 1: 21 ). وهذه هي النتيجة المؤسفة لعدم الإيمان.

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net