الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 31 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَعِنِّي!
يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي! ... الْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! ( متى 15: 25 - 27)
لم يستطع التلاميذ أن يصلوا إلى عُمق الأسرار المكنونة في قلب سيدهم، والظاهرة في خدمته «فتقدَّم تلاميذه وطلبوا إليهِ قائلين: اصرفها، لأنها تصيح وراءنا!». ما أقل معرفتهم بسَيِّدهم! كيف يستطيع المسيح أن يصرف مسكينًا مُتضايقًا؟! كيف يستطيع ابن الله أن يطرد من محضره شخصًا متألمًا من عبودية الشيطان القاسية؟ غير ممكن، ومع أنه كابن داود لا يُجيب بكلمة، إلا أنه كابن الله لا يمكنه أن يصرفها. مع أنه كخادم للختان لا يُعطي جوابًا، إلا أنه كخادم نعمة الله لا يرُّد سائلاً. مع أنه كمثَّبت لحق الله وصدقه يصمت، إلا أنه كمُعلِن لمحبة الله لا يمكن أن يتقسى على أحد. فكان عند الرب بركَة للمرأة الكنعانية، ولكن كان عليها أن تأخذ مركزها الصحيح، وتنظر إليه ليس كابن داود ولكن كرَّب الكل، لذلك قال: «لم أُرسَل إلاَّ إلى خِراف بيت إسرائيل الضالة»، وهي ليست من أولئك الخراف، إذ هي كنعانية.

ولكن الإيمان لا تقف في سبيله عقبة، إذ هو يعلم أن البركة التامة موجودة في قلب الرب يسوع، ولا بد له أن يحصل عليها. هكذا عملت المرأة الكنعانية، فقد خرجت مُلتمِسة قلب يسوع العطوف، ولم يصُدها شيء ما. ومع أن أسوار التدبيرات والمواعيد كانت عالية وراسخة، ولكنها لم تثنِ عزمها، إذ قد شعرت أنه وإن كان الرب يسوع لا يقدر أن يزحزح تلك الأسوار، ولكنه يقدر أن يرتفع فوقها. وعلمت أنه وإن كانت أمجاد ابن داود لا يمكن أن تُضيء إلا داخل الحدود اليهودية، ولكن أمجاد ابن الله تستطيع أن تُرسل أشعتها اللامعة إلى كل المسكونة. هكذا عَلم إيمانها، وهكذا شعرت أنه غير ممكن لذلك الشخص المبارك أن يصرف أي محتاج فارغًا، ولذلك «أتت وسجدت له قائلة: يا سيد، أعنِّي!».

هذه هي النقطة العُظمى في هذه القصة الجميلة. فالمرأة الكنعانية تأتي بنفسها إلى الحضرة الإلهية كمسكينة تحتاج إلى المعونة. ولن يُخيِّب الله شخصًا يأتي إليه بهذه الصفة. وما أقوى هذه الكلمات «يَا سَيِّد، أَعِنِّي (أنا)!»؛ سلسلة من ثلاث حلقات، طرفها الأول “السَيِّد”، والطرف الآخر “أنا” ، والرابطة بينهما «أَعِنِّي». ومتى كوَّن الإيمان هذه السلسلة انحل المشكل. إذ إن كلمة “أَعِن” يمكن أن تشمل كل ما تحتاج إليه النفس في الوقت الحاضر وفي الأبدية.

بكلِّ قلبي طالبٌ وجهكَ يا كريمْ
فاهْدِ طريقي دائمًا في حَقِّكَ القويمْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net