الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تناهَى الليلُ
قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ ( رومية 13: 12 )
في رومية 13: 12 يتكلَّم بولس عن ليل أولاً، ثم عن نهار. وإذا ذهبنا للعهد القديم سنجد الترتيب غالبًا ما يكون “نهار ثم ليل” ( إش 21: 11 ، 12)، وهناك سبب لهذا. ففي كل معاملات الله مع إسرائيل، سواء مع أفراد أو مع الأُمة، اليوم يبدأ مُشرقًا - إن جاز التعبير - ثم ينحدر للأسف إلى ليل الانحراف والارتداد. لكن عندما نذهب للعهد الجديد نجد أنه يقول عندما خرج يهوذا: «وكان ليلاً» ( يو 13: 30 )، ويقول الرب يسوع لمُقاوميه: «هذهِ ساعتكُم وسلطان الظلمة» ( لو 22: 53 ). يا لها من ظلمة قد غطت العالم عندما صَلبوا رب المجد، وتجاهلوا الشخص الذي هو نور العالم، لكن هذه ليست نهاية القصة. ففي العهد الجديد؛ الليل يؤدي للنهار. يا للروعة! والرسول يوحنا يقول في رسالته الأولى: «أن الظلمة قد مضَت، والنور الحقيقي الآن يُضيء» ( 1يو 2: 8 ). فنحن نتقدَّم إلى النهار وليس إلى الليل. سيحين الوقت وتتبدَّد الظلمة تمامًا، وسندخل كأولاد النور إلى النهار بكل إشراقه. في ضوء هذا يقول بولس: “لنخلع كل شيء يُعيقنا، أيَّا كان هذا الشيء”. فربما ننشغل بأمور جليلة جدًا، ونكون لا نزال نائمين. يقول بولس: “ولننشَط في أمور الله. فخلاصنا على وشك أن يتحقق بمجيء الرب - الآن خلاصنا أقرب مما كان حين آمَنَّا”. كتب الرسول بولس ذلك منذ نحو ألفي عام مضت، فكم هو أقرب الآن بالضرورة!

وكم هو مُرعب عندما يُستَعلَن نجار الناصرة المُحتَقَر بالقوة والمجد! سيتعجب العالم بخوفٍ وارتعاد. لكن الرسول بولس كما لو كان يقول: ”ليس هناك شيء لتخافوه أنتم“، ويعلن عن السبب في 1تسالونيكي 5: 5-8: «جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليلٍ ولا ظلمة. فلا نَنَمْ إذًا كالباقين، بل لنسهر ونَصحُ، لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكَرون فبالليل يسكَرون. وأما نحن الذين من نهار، فلنَصْحُ لابسين درع الإيمان والمحبة، وخوذة هي رجاء الخلاص». هذا هو الرجاء: أننا سنَخلُص من هذا العالم قبل أن يأتي الدمار والغضب على هذا العالم بسبب شرُّه. نحن نؤمن أن الكنيسة لن تعبُر في زمن الضيق لأن العدد التالي يُخبرنا «لأن الله لم يجعلنا للغضب، بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح» ( 1تس 5: 9 ).

لَسنا مِن ظلامٍ أو ليلٍ ديجورْ وإنَّمَا نَحنُ مِن أبناءِ النُّورْ
ولَسنا مِن هذا العالمِ المَنظُورْ العالمُ يَمضي وشهوَتُـهُ

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net