الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كالب والإيمان الفعَّال
لنْ يَرَى إِنْسَانٌ مِنْ هَؤُلاءِ النَّاسِ، مِنْ هَذَا الجِيلِ الشِّرِّيرِ ، الأَرْضَ الجَيِّدَةَ .. مَا عَدَا كَالِبَ ( تثنية 1: 35 ، 36)
لماذا لم يرَ إنسان من أهل ذاك الجيل الشرير، الأرض الجيدة؟ السبب في ذلك لأنهم لم يؤمنوا بالرب إلههم؛ ومن الجهة الأخرى، لماذا سمح الله لكالب أن يرى وأن يمتلك الأرض؟ ما ذلك إلا لأنه آمن. فعدم الإيمان دائماً أبدًا هو أكبر معطل في طريق رؤية مجد الله «ولم يصنع هناك قواتٍ كثيرة لعدم إيمانهم» ( مت 13: 58 ).

إن الإيمان هو المبدأ الفعَّال والركن الأساسي في حياة المسيحي، فهو الذي يطهِّر القلب، ويعمل بالمحبة، ويغلب العالم. وبالاختصار هو الذي يربط القلب بالله الحي فينال قوة حية. وهذا هو سر كل نهضة صحيحة، ورِفعة حقيقية وإحسان مقدس وطهارة سماوية. فلا غرابة إذًا لقول الرسول وتسميته إياه «إيمانًا ثمينًا» ( 2بط 1: 1 )، لأنه حقًا أثمن من كل ما يخطر على بال إنسان.

ولنتأمل الآن في الثمار المباركة التي حصدها كالب من وراء إيمانه، فقد أُتيح له - مع يشوع - أن يتحققا صِدق هذه الكلمات التي نُطِق بها بعد مرور مئات من السنين على وفاته «بحسب إيمانكما ليكن لكما» ( مت 9: 29 ). فقد آمن كالب بالله ووثق أنه قادر أن يأتي بهم إلى الأرض، وأن جميع الصعوبات والموانع ما هى إلا بمثابة خبز للإيمان. وجاوب الله إيمان كالب كما هي عادته.

«فباركه يشوع، وأعطى حبرون لكالب بن يفنة مُلكًا. لذلك صارت حبرون لكالِب بن يفُنة القنزي مُلكًا إلى هذا اليوم، لأنه اتَّبَع تمامًا الرب إله إسرائيل» ( يش 14: 13 ، 14). وقد كان كالب كأبيهِ ابراهيم قويًا في الإيمان، ولذلك أعطى مجدًا لله، ونحن نقول بملء اليقين: على قدر ما الإيمان يُكرِم الله على قدر ما يُسَرّ الله بأن يُكرِم المؤمن، ونحن مُقتنعون كل الاقتناع أن شعب الله، لو كان يثق تمامًا في الله ويستقي كميات كبيرة من ينابيعه غير المحدودة، لكُنَّا نشاهد حولنا حالة تختلف كثيرًا عما نشاهده الآن «أ لم أقُل لكِ: إن آمنتِ ترين مجد الله؟» ( يو 11: 40 ). آه مَن لنا بازدياد الإيمان الحي بالله!! بل مَنْ لنا بمَن يتمسَّك أكثر بأمانته وصلاحه وقدرته! حينئذ كنَّا ننتظر نتائج باهرة من حقل الإنجيل، ونرى غيرة وهِمَّة وخدمة وتكريسًا في وسط كنيسة الله أكثر مما نرى الآن، بل كنا نتمتع بثمار البر الناضجة في حياة كل فرد من أفراد المؤمنين.

مولايَ إنِّي مؤمنٌ زِدني عزمًا يُقوِّي بالفِدا أمْنِي
واجعلْ يَقيني ثابتَ الرُّكنِ واشدُدْ برُوحِكَ مولايَ إيماني

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net