الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيادة البار وتسلُّط الشرير
إِذَا سَادَ الصِّدِّيقُونَ فَرِحَ الشَّعْبُ، وَإِذَا تَسَلَّطَ الشِّرِّيرُ يَئِنُّ الشَّعْبُ ( أمثال 29: 2 )
نحن نرى تطبيقًا عمليًا لهذه الآية في أحداث سفر أستير؛ فعندما تسلَّط الشرير هامان الرَّديء الذي عظَّمه الملك أحشويرش ورقَّاه، وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه، وكان عبيد الملك يجثون ويسجدون له، كان هذا بداية المُعاناة والضيق والاضطهاد على مردخاي التقي الذي لم يَجثُ ولم يسجد؛ مُعاناة من رفقاء العمل حيث كانوا يُكلِّمونه يومًا فيومًا ولم يكن يسمع لهم، فوَشوا به إلى هامان الذي امتلأ غضبًا، وطلب أن يُهلِك لا مردخاي وحده، بل جميع اليهود شعب مردخاي في كل مملكة أحشويرش، واستطاع أن يخدع الملك ويأخذ موافقته على إبادة شعب مردخاي كما يحسن في عينيه. وقام هامان بدوره ودعى كُتَّابُ الملك، وكتب حسب كل ما أمر به هامان لإبادة شعب اليهود، وختمَ بخاتم الملك، وأرسل مرسوم الموت هذا في كل بلدان المملكة. وجلس هامان مع الملك للشرب، وأما المدينة شوشن فارتبكت ( أس 3: 15 ). نعم «إذا تسلَّط الشرير يئن الشعب» ( أم 29: 2 ).

وعندما عَلِم مردخاي شق ثيابه، ولبس مِسحًا برماد، وخرج إلى وسط المدينة، وصرخ صرخة عظيمة مُرَّةً، وجاء إلى قُدَّام باب الملك. وفي كل كورة وصل إليها أمر الملك، كانت منَاحة عظيمة عند اليهود، وصوم وبكاء ونحيب ومِسح ورماد. ثم الملكة أستير نفسها أيضًا لما أُخبرت اغتمَّت جدًا.

أمام هذه الكارثة ماذا يفعل الأتقياء؟ قال أحدهم: «نحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوكَ أعيُننا» ( 2أخ 20: 12 ). لقد كانت أنفع مشورة هي الالتجاء لمصدر العون بالصوم، ويقينًا المصحوب بالتضرعات. واستخدم إله الخلاص أستير في نجاة الشعب، وفي الوقت ذاته القضاء على مصدر الشر؛ هامان وكل نسله، ذاك الذي «كرا جُبًا. حفرَهُ فسقطَ في الهوَّة التي صنعَ» ( مز 7: 15 ). حقًا «الله لنا إله خلاص، وعند الرب السيد للموت مخارج» ( مز 68: 20 )، «نهاية أمر خيرٌ من بدايتهِ» ( جا 7: 8 )؛ لقد نزع الملك خاتمه من هامان وأعطاه لمردخاي. وبعد إزالة شر هامان «خرج مُردخاي من أمام الملك بلباس مَلكي أسمانجوني وأبيض، وتاجٌ عظيمٌ من ذهب، وحُلَّة من بز وأُرجوان. وكانت مدينة شوشَن مُتهلِّلة وفَرِحَة. وكان لليهود نورٌ وفرحٌ وبهجةٌ وكرامةٌ» ( أس 8: 15 ، 16). نعم «إذا سادَ الصدِّيقون فرحَ الشعبُ» ( أم 29: 2 )، فكم بالحري عندما يسود ملك الملوك في مُلكْ البر والسلام؟ بالتأكيد ستعُّم الأفراح كل الأرض، وهو ما نترقب إتمامه عن قريب.

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net