الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا له من حبيب!
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ ( يوحنا 15: 13 )
يا له من حبيب! إن محبة ربنا يسوع المسيح من نحونا لا يمكن أن تُدرَك بكمالها ونحن هنا على الأرض. سنعرف هذه المحبة الكاملة عندما يأتي بنا إلى بيت الآب ذي المنازل الكثيرة. هناك سنعرف أي حبيب هو، وأية محبة أحبَّنا بها.

قال الناس عنه: «هذا يقبل خطاةً ويأكل معهم!» ( لو 15: 2 ). وحقًا كان هو كذلك. بل إنه أحبنا من قبل تأسيس العالم، وجاء إلى أرضنا لكي يطلب ويخلِّص ما قد هَلَك. وكانت المحبة هي الدافع له على المجيء: «لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدِم، وليبذل نفسَهُ فديةً عن كثيرين» ( مت 20: 28 ). جاء ليتألم وليموت نيابةً عنا، وقال عن نفسهِ: «ليس لأحدٍ حُبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحدٌ نفسَهُ لأجل أحبائهِ» ( يو 15: 13 ). أما نحن فبالطبيعة كنا أعداء لله. لكن ونحن أعداء بيَّن الله محبته لنا، لأنه «ونحن بعدُ خطاة ماتَ المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ).

جاء الحبيب العزيز على قلوبنا وهو يعرف أنه سيُحتقَر من الناس وسيختبر الحَزَن بل سينزل إلى جُب الهلاك وإلى طين الحمأة، ليُخلِّص أحباءه من خطاياهم ومن تعاستهم. قال هذا المُحب: «بذلتُ ظهري للضاربين، وخديَّ للناتفين. وجهي لم أستُر عن العار والبصق» ( إش 50: 6 ). لأجلنا أُفسد وجهه الكريم بلطمات الأشرار القساة. ولأجلنا افتقر هذا المُحب، وذاق الحرمان في صور كثيرة «مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا. تأديبُ سلامنا عليهِ، وبحُبُرهِ شُفينا» ( إش 53: 5 ). نيابةً عنا وقف أمام عدالة الله، ولأجل خلاصنا تُرِك من الله القدوس البار. فيا لها من محبة! ويا له من مُحب!

وإذ افتدانا واشترانا بدمهِ الكريم وجعلنا خاصته أصبح لنا مُحبًا في كل وقت، إذ إنه «مُحبٌ ألزق من الأخ» ( أم 18: 24 ). إنه يُحب كلٌ منا محبة عميقة، ويتلذذ بنا أفرادًا لذة كبيرة، ويعرف ويهتم بكل أحمالنا وأحزاننا وآلامنا ومشاغلنا. إنه الحبيب الذي يحمل أثقالنا كما حَمَل خطايانا. كل الأحباء من الناس يحبون إلى حين، ثم تفتُر محبتهم، ثم تبرد تمامًا، أما هذا الحبيب فلا يتغيَّر في محبته. هو هو على الدوام، ومحبته في غزارتها وقوتها هي هي على مرّ الأيام.

أيُّ حبيبٍ يا تُرَى نظيرُهُ بينَ الورَى
فدَمُهُ الزكي جَرَى من جسمِهِ مُطهِّرًا

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net