الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حكمة الله في الألم
مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً(تكوين 22: 16، 17)
تتجلى حكمة الله في الألم في أمور كثيرة منها اختيار الشخص وتحديد نوعية ومقدار الألم. أحيانًا نسمع هذا التعبير: لماذا أنا بالذات؟ عزيزي .. ثق تمامًا أنك أنت الشخص المناسب لهذا النوع من الألم، وإلا فمَن تختار ليكون بديلاً لك، وأنت تكون بديلاً له في الألم؟! مع ملاحظة أننا لا نرى كل جوانب الألم في الآخرين، فمَن أعتقد أنه لا يواجه آلامًا، قد تكون آلامه أكثر كثيرًا مني! فلا يوجد مؤمن واحد بلا ألم «تأديبٍ، قد صارَ الجميعُ شُركاءَ فيهِ» ( عب 12: 8 ).

هل كان ممكنًا أن يكون لوط بديلاً لإبراهيم، أو آخر بديلاً ليوسف أو لأيوب؟ ومَن يا ترى كان ممكنًا أن يكون بديلاً لبولس في شوكته، أو بديلاً لتيموثاوس في أمراضه الكثيرة؟! تأمل يا صديقي في النتائج، فيض من البركات الوفيرة! فاقنع بما منحَك الرب من ألم، وانظر إلى طاقات ومنافذ الأمل الكثيرة من حولك، من نعمة ترافقك وتكفيك، وعلاج تتعاطاه ليُخفِّف من آلامك، وقديسون يكتنفونك، والأذرع الأبدية تحملك وتحوطك من كل ناحية.

وتتجلَّى حكمة الله في تحديد توقيت الألم، وتوقيت تدخُّله في الألم: لكى يحقق الله غرضه من الألم، فهو يؤهلنا قبل أن يُدخِلنا في الامتحان. فبعد أن هيأ الله إبراهيم والظروف المحيطة، يقول الكتاب: «وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم» ( تك 22: 1 )، هذا قبل التجربة، وفي أثناء التجربة تجلَّت حكمة الله في توقيت تدخله: «لا تمُدَّ يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا» ( تك 22: 12 )، فلو أن الله أمر إبراهيم قبل أن يمد يده، لَمَا حُسب إبراهيم أهلاً لجميع البركات التي نتجت عن إيمانه: «من أجل أنك فعلت هذا الأمر ... أُباركك مُباركةً»؛ ولو أن أمر الرب تأخر دقيقة واحدة، لكان إبراهيم قد ذبح إسحاق. ما أحكمه في توقيت تدخُّله!

عندما كان التلاميذ في العاصفة أتى إليهم في الهزيع الرابع ليخرجوا بالدرس الرائع: سَجَدُوا له قائلين: «بالحقيقة أنت ابن الله!» ، لكن عندما صرخ بطرس: «يا رب، نجِّني!»، تدَّخل الرب حالاً ( مت 14: 25 ، 31، 33). فثق عزيزي أن الله في حكمته له توقيتاته الخاصة «أنا الرب في وقتهِ أُسرع بهِ» ( إش 60: 22 ). بل الأعجب من هذا أن الأمر قد يتطلَّب تواجده في مسرح التجربة قبلنا. كان ممكنًا أن يُبطل الرب لهيب النار - الذي قتل الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبدنغو - بدون أن يظهر معهم، ولكن يا للحكمة! إنه لا ينقذنا فقط بل أيضًا يُمتعنا برفقته.

فرنسيس فخري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net