الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واحدٌ من الإثني عشر
أَ ليْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ ( يوحنا 6: 70 )
لقد اختار الرب يسوع “يهوذا الإسخريوطي” تلميذًا وهو يعلَم تمامًا ماذا سيفعل، وأعطاه الفرصة الكاملة، كما يُعطي لأي إنسان شرير على الأرض، لأنه لا يعاقب على إثم قبل حدوثه، ولا يمنع إنسانًا من فرصة طيبة يمكن أن يقتنصها، حتى يستَّد كل فم، ولا يحتَّج أحد أمام الله بأنه لم يُعطَ فرصته الكاملة في أرض الأحياء. وهنا يمكن أن نقف مشدوهين، إذ كيف يُحب المسيح ذاك الخائن، ويُطعمه ويأويه، وهو يعلم أنه يقترب من الخيانة يومًا بعد يوم! ولكن “يهوذا” يُعطينا نموذجًا عجيبًا على صبر المسيح وحنانه وإشفاقه على أشرّ الخطاة وأحَّط الأثمة.

ونحن نعلم أن المسيح اختار تلاميذه بعد ليلة قضاها في الصلاة، وهو لم يَخْتَره اعتباطًا، ولا اختاره ليكون خائنًا. فمن المؤكد أنه كان يملك وزنات طبيعية حَبَاه بها الله، وأحاطها الرب يسوع المسيح بكل ما يمكن أن تُحَاط به الوزنات، لعلها تنمو وتُستخدَم على أفضل صورة، ولكنه - للأسف الشديد - دفنها ولم يستخدمها لمجد سيده ( مت 25: 24 - 28).

واختيار الرب ليهوذا تلميذًا، لم يكن مُجرَّد اختيار شكلي يُمكِّن يهوذا من الاحتجاج بأنه وضِعَ “صورة” فحسبْ، دون أن يمارس المسؤولية فعلاً، لأن المسيح اختاره أمينًا للصندوق، وبهذا فقد جعله الرب موضع ثقة وتقدير. ومن الجائز أنه كان أقدر التلاميذ من الوجهة المالية، وأقدر من متى العشار نفسه. فيا للمكانة الممتازة التي تمتع بها يهوذا بين الإثني عشر!!

ومع أنه كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع عن الطمع والرياء ( مت 6: 19 -21؛ لو12: 1-3)، واستغل الأموال لحسابه. ولتغطية جشعه، فقد تظاهر بالغيرة على الصندوق ( يو 12: 4 -6). وبدلاً من أن تساعده تحذيرات الرب على التغلُّب على محبة المال والطمع والأنانية، فقد أشعل المنصب الذي وُضع فيه أنانيته وطمَعه، فصار سارقًا، يبتَّز ما يُلْقى في الصندوق الذي عُهِدَ به إليه ( يو 12: 6 ، 13: 29). واستطاع يهوذا أن يخفي حقيقة شخصه عن بقية التلاميذ. وعدم فهم التلاميذ لحقيقة يهوذا، يُرينا أن معاملة الرب لذلك الرجل لم تتغير رغم أنه كان يعرف كل شيء عنه، وآخر عمل عمله معه أنه ساعة العشاء الأخير أعطاه اللقمة رمزًا للوِّد والمحبة، لكنه تجاهل هذا كله.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net