الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عريضة الدعوى
هَذَا الشَّعْبُ قَالَ إِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ ..وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ ( حجي 1: 2 ، 9)
تتلخَّص دعوى الرب ضد شعبه في سفر حَجَّي في نقطتين أساسيتين. الأولى: أن «هذا الشعب قال إن الوقت لم يبلُغ وقت بناءِ بيت الرب». والثانية: أن «كل عملِ أيديهم وما يُقرِّبونَهُ هناك. هو نجسٌ» ( حج 1: 2 ؛ 2: 14). أي في عبارتين: أن الرب ليس أولاً، وأن الأعمال ليست مقدَّسة. ومَن منَّا اليوم يمكنه أن يتبرأ من مثل هاتين العِلَّتين؟!

ومنبع هاتين العِلَّتين نكتشفه من قول الرب: «وأنتم راكضون كل إنسانٍ إلى بيتهِ» ( حج 1: 9 ). إنه اهتمام الإنسان بنفسه دون الله، أو بلغة الأيام الأخيرة «مُحبين لِلَّذَّات دونَ محبة للهِ» ( 2تي 3: 4 ). لقد تقوقع الإنسان حول ذاته، معتقدًا أن هذا الكون قد خُلِق ليكون هو مركزه، وأن كل الأشياء ينبغي أن تَصُبّ في مصلحته، وبالطريقة التي يراها، وأنه موجود في هذه الحياة ليُحَصِّل لنفسه كل ما يرى وجوب تحصيله من مال وممتلكات وكرامة وسلطة ورغبة.

ودعونا نقف وقفة جادة مع أنفسنا نحن الذين نقول بأننا نؤمن بالله ونعبده. هل الله أولاً ومركزًا لحياة كلٍ منَّا كفرد؟! إننا جميعًا نعرف القول: «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّهُ، وهذهِ كُلها تُزَاد لكم» ( مت 6: 33 )؛ لكننا نتمسَّك بأن تُزَاد لنا طِلباتنا دون أن نعطي لله حقه في الحياة أولاً!! نحن، بلغة الرمز، نُطالب بأن «كوار الدقيق لا يفرُغ، وكوز الزيت لا ينقص» دون أن نذكر شرط رجل الله يومها «اعملي لي منها كعكة صغيرة أولاً». ولنلتفت للكلمتين «لِي .. أَوَّلاً».

هل نعمل له، لإلهنا، أولاً؟ هل تُبنى قرارتنا على مشيئته، أم نُغَلِّب رغباتنا؟ هل مجده يهمنا، أم أصبح المجد مجدنا؟ هل ما زلنا نَعي ونعترف بأن منه، وبهِ، وله كل الأشياء» ( رو 11: 36 )، أم نسَبنا الفضل لأنفسنا وقدراتنا وذكائنا، فسلبناه مجده؟

إن أحد التعريفات اللغوية لكلمة ”الفساد“: ”تَغَيُّر الشيء عن شكله الطبيعي، وصيرورته غير نافع لإتمام الغرض الذي وُجد لأجله“. نسجًا على هذا التعريف، فخروج الإنسان عن تمجيده لله الذي خُلق لأجله، يحكم بأنه فاسد. ولا عجب إذن إن سمعنا القول: «كل عمل أيديهم وما يُقرِّبونَهُ هناك هو نجسٌ»، فهو نابع عن فساد.

آه لو جرَّبنا إشباع قلبه لوجدنا فيه إشباعَ قلوبنا، بل ومِلئًا لكل احتياجنا. ولو صار هو مركزَ حياتنا لاختَفت مُعاناتنا. ولو دُرنا في فَلكه سنجد دفئه دائمًا في حياتنا.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net