الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التشبُّه بالمسيح
ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ ( أعمال 7: 60 )
نتيجة مشغوليتنا بالمسيح، فإننا – ودون أن ندري – نتغيَّر إلى تلك الصورة عينها ( 2كو 3: 18 ). فبالنسبة لاستفانوس «شخَصَ إليهِ جميع الجالسين في المجمع، ورأوا وجهه كأنَّهُ وجه ملاك» ( أع 6: 15 )، ولو أنصفوا لقالوا: “إن وجهه كأنه وجه المسيح”. وهذا يَدُّل على أن قلبه – وسط لحظات المحاكمة المُفزعة – كان ممتلئًا بالسلام.

ولكن ليس فقط مظهر الوجه أو حالة القلب، بل استطاع استفانوس أن يُشبِه المسيح في سلوكه الأدبي، عندما طلب المغفرة للمُسيئين إليه، وغابت منه الرغبة في النقمة. وهذه هي المسيحية العملية الحقيقية الصحيحة: التشبُّه بصورة المسيح.

ونحن عندما نمتلئ من الروح القدس، سيُمكننا أن نُظهر في حياتنا ثمر الروح القدس المذكور في غلاطية 5: 22، 23 والذي هو تلخيص لصفات المسيح الأدبية.

ونلاحظ أن الذين كانوا بصدَد رجم استفانوس وقتله «صاحوا بصوتٍ عظيمٍ» - صوت الكراهية والحقد - «وسَدُّوا آذانهم، وهجموا عليهِ بنفسٍ واحدة» (ع57). أما استفانوس فهو أيضًا «جثا على ركبتيهِ وصرخَ بصوتٍ عظيم» - صوت الغفران والمسامحة - «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية».

ونلاحظ أيضًا أن استفانوس صلى مرتين: مرة لأجل نفسه: «أيها الرب يسوع، اقبَل روحي» (ع59)، ومرة لأجل قاتليه: «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية». ولكن عندما صلى لأجل نفسه لم يجثو ولم يصرخ. ولكن عندما صلى لأجل قاتليه «جثا على ركبتيهِ وصرخَ بصوتٍ عظيمٍ: يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية». لم يصرخ بهذا الصوت العظيم لكي يسمعه الرب - فالرب يسمع الهمسات والأنَّات – بل لكي يُتاح لهؤلاء الذين «سَدُّوا آذانهم» (ع57)، أن يروا ويسمعوا صلاته من أجلهم، لكي يُبرهن لهم محبته وغفرانه لهم.

ويا ليتنا نستفيد مِن هذا الامتياز المبارك، الصلاة «فلنتقدَّم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينهِ» ( عب 4: 16 ). ومَن كان يتوقع استجابة مُذهلة مثل هذه التي استجاب بها الرب، بتغيير شاول، كبير القَتَلة؟!

أيها الأحباء: في ظروف المرار والعناء، لنتفكَّر في السماء! وإذ يتربَّص بنا الأعداء، لنطلب معونات العلاء! وفي مواجهة الاضطهاد، لننشغل بالأمجاد! وماذا عن الإرهاب؟ دعنا ننتظر مجيء الرب مع الأحباب! «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net