الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سقوط الإنسان وشقاوته
إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ،..وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ ( لوقا 10: 30 )
هذا المثَل الوارد في لوقا 10 يُذكِّرنا بسقوط الإنسان الشنيع إثر تعدِّيه على وصية الله الصريحة. لقد خلق الله الإنسان مستقيمًا، وشهد عنه وعن كل ما عمله بأنه حسنٌ جدًا، وكان بعيدًا عن الشر، ولا يعرف شيئًا عن شوكة الموت المُريع، مرتديًا ثوب الطهارة، خاليًا من كل وصمة، متمتعًا بنقاوة القلب وطهارة اليدين، ولكن أتى إليه عدو كل بر وغرَّه، فخالف أمر الله. وفي المخالفة والتعدي الخطية الخاطئة جدًا التي نزعت عن الإنسان ثوب طهارته وجعلته يشعر بعُظم شره وعمق جراحه، وتركته في حالة الخوف والضعف والمذنوبية «سمعت صوتك في الجنة فخشيتُ، لأني عُريانٌ فاختبأت»، وعرف أن الموت يتهدَدَه، ولا أمل في التخلُّص من مخالبه، وأصبح الإنسان مخلوقًا ساقطًا “بلا قوة” وقد ضل عن الله، وملكَت عليه الخطية للموت ( رو 5: 12 ). ومن هذه الوجهة جميع البشر سواء؛ الجميع عُراة ومُجرَّحون وخطاة مُعوزون، ومن المهم جدًا معرفة هذه الحقيقة والتسليم التام بها لكي يتخلَّص الواحد منا من كل اعتداد ذاتي، ويشعر بأنه خارج دائرة الجنة، وأنه مطروح على قارعة الطريق، ومتروك بين حيٍّ وميتٍ بسبب جراح الخطية المُميتة التي سقط فيها، ولأننا بالإثم صُوِّرنا وبالخطية حبلت بنا أمهاتنا، لهذا حقّ علينا الحكم الإلهي، والوصف القائل: «كل الرأس مريضٌ، وكل القلبِ سقيمٌ، من أسفل القدَم إلى الرأس ليس فيهِ صحة، بل جُرحٌ وأحباط وضربة طرية» ( إش 1: 5 ، 6)، وكان من الضروري جدًا أن “نولد ثانيةً” «لا من زرعٍ يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد» ( 1بط 1: 23 ).

ومن المؤلم جدًا والمُذلِّل لكبرياء الإنسان أن يرى صورته الحقيقية مُمثَّلة في شخص هذا الإنسان الذي كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، ومُلقى على قارعة الطريق، وهو عريان يئن ويتوجع، وليس له مَن يعتني بجراحه ويرثي لحاله، متروكًا من الأصدقاء والخِلاّن، إلى أن جاء إليه مُخلِّص الخطاة، ولمَّا رآه تحنَّن عليه.

كثيرًا ما يفتخر الإنسان بمواهبه وعظيم اقتداره، مع أنه في نظر الله وفي نور الحق السماوي الساطع ساقط تمامًا. وما هو الإنسان عندما يُوزَن في ميزان مقادس العلي؟ لا ينطبق عليه سوى وصف الرب الدقيق وتعبيره عن حالته بقوله «عرَّوهُ»، «جَرَّحُوهُ»، «بينَ حي وميت»؛ هذا هو حكم الله الذي يخضع له كل مُتعلِّم من الروح القدس، ويُسلِّم بأنه حق وعدل من كل وجه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net