الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثقي يا ابنة
قَالَ لَهَا: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ ( لوقا 8: 48 )
يا لروعة النعمة التي يتلالأ نورها في كلمات العطف التي فاه بها الرب لهذه المرأة الخائفة المرتعدة!  أول كلمة قال لها: «يا ابنة» وكأنه يقول لها: نحن الآن ارتبطنا برباط واحد، نحن أقرباء من عائلة واحدة وأب واحد، ورجاء واحد وبيت واحد. وبعد ذلك يقول لها: «ثقي»؛ تمتعي بكل البركات التي حصلتِ عليها إذ صرتِ صحيحة في الجسم. أصبحت ابنة لله «بالإيمان بيسوع المسيح». ولم يقف عند ذلك الحد بل يقول أيضًا: «إيمانك قد شفاكِ»، وكأن الإيمان يُحْضِر النفس للطبيب الشافي، الرب يسوع وحده، الذي يقدر أن يشفي. وما أعجب وأعذب قول الرب: «إيمانك قد شفاكِ»! مع أنه في الواقع هو الذي عمل كل شيء. نعم فإنه يوجد حق مُهم وصريح في هذا، فقد كان فيه قوة الشفاء، ولكن الإيمان كان الواسطة التي بها تمكَّنت هذه المرأة من الحصول على الشفاء. فغِنَى المسيح الذي لا يُستقصى كله مُقدَّم للإيمان. وكما أن قوة الشفاء التي كانت في السيد كانت متوقفة على لمسة هذه المرأة بالإيمان، هكذا نجد أن الإيمان هو المفتاح الذي به نفتح كنوز الله ونستدِّر منها كل الخيرات والبركات. نعم إن الرب يسوع قد تمَّم العمل. عمل الكفارة والفداء بدمهِ على الصليب، ولكن الإنسان لا يحصل على الخلاص إلا متى آمن بالمسيح. فالإيمان يقبل المسيح، ويربط النفس معه، لأنه هو مصدر كل نعمة، وعلى هذا المبدأ لا يمكن قبول أية بركة إلا إذا قبلنا المسيح أولاً بالإيمان بعمل الروح القدس، وبواسطة كلمة الإنجيل. كانت المرأة المسكينة تتأخر من حالٍ رديء إلى أردأ، ولم تثق تمامًا إلا عندما أتت ليسوع، وهذا ينطبق على كل أولاد وبنات آدم. فلا حياة روحية أو صحة جسدية أو بركة سماوية إلا فيه وحده. والنفس غير المُتحدة معه لا يوجد أمامها إلا الهلاك المُريع. فقد كانت هذه المرأة في حال هي فيهِ أقرب للموت منه للحياة عندما مدَّت يد إيمانها لتمسّ ثوب الرب. فالإيمان هو حلقة الاتصال بين الخاطئ المائت والمسيح المُحيي، وهذا يقودنا إلى هذا السؤال المهم الذي يحتاج إلى جواب واحد صريح: ”هل تؤمن بابن الله إيمانًا قلبيًا؟“ فالمغفرة، والتبرير، والخلاص، وكل حاجة النفس التي تتطلبها يمكن الحصول عليها في نفس اللحظة التي فيها تُجيب في حضرته المباركة قائلاً: «نعم، أُومن يا سيد!».

أنتَ الذي تَشفي العليلْ أنتَ الذي تُروي الغليلْ
عَنِّي أزِلْ حِملي الثقيلْ يا حَمَل اللهِ الوديعْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net