الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة .. الاستناد.. النعمة
وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ: أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا..عَِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ ..وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا ( تكوين 24: 19 ، 25)
في تكوين 24 نجد صورة جميلة لعبد أمين يذهب باحثًا عن عروس للابن الذي اجتاز الموت والقيامة في مثال. ويا لها من صورة جميلة ومؤثِّرة لدعوة وقيادة الروح القدس للكنيسة وهي سائرة لمُلاقاة عريسها السماوي!

ونتعلَّم أن أهم ما يُميز عبد إبراهيم هو هاتان الصفتان: الصلاة والاستناد، أما النعمة فتُميز رفقة؛ فهي لم تُعطِ العبد لكي يشرب فقط، بل أرادت أيضًا أن تسقي جماله، وهذا عمل شاق، أن تعطي كميات كبيرة من المياه لتسقي تلك الجمال، خاصة بعد رحلة شاقة وطويلة عبر الصحراء. وقد فعلت ذلك دون شروط ودون مقابل. وهذه علامة أخرى يجب أن تُميِّز الكنيسة؛ النعمة. ولقد أظهرت رفقة ذات الملامح فيما بعد، فعندما طلب العبد مكانًا للمبيت، «قالت له: عندنا تبنٌ وعلفٌ كثيرٌ، ومكان لتبيتوا أيضًا» (ع25).

وكم يلزم للكنيسة أن تتميز بروح الصلاة والاستناد على الرب، كما نلمح في العبد. والروح القدس الذي يسكن في الكنيسة يُريد أن يجعل فكره داخلها «أما تعلَمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟» ( 1كو 3: 16 ). ويقول رجل الله “وليم كلي”: إن الشخص يتطابق مع الروح الذي يسكنه، سواء كان روحًا صالحًا أم شريرًا. وتنطبق بحق هذه الحالة على الذين تمتلكهم الأرواح الشريرة. ونقرأ في متى 8: 29 عن المجنونين اللذين صرخا قائلين: «ما لنا ولكَ يا يسوع ابن الله؟ أ جئتَ إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟». ويتطابق هذا أيضًا مع ما قيل في مرقس 5: 9 عندما سُئل الإنسان الذي به الروح النجس عن اسمه، فكانت الإجابة: «اسمي لجئون، لأننا كثيرون». وهذا ليس أقل وضوحًا مما يظهر في لوقا 8: 28، 29 حيث قال الروح النجس الذي امتلكه، على لسان الرجل: «ما لي ولكَ يا يسوعُ ابن الله العلي؟ أَطلب منكَ أن لا تعذبني!». ويُكمِل البشير: «لأنه أمرَ الروح النجس أن يخرج من الإنسان».

ولذلك نرى كم هو صحيح بحق عن عبد إبراهيم أنه يتطابق مع عمل الروح القدس، والذي يجب أن يتطابق مع الكنيسة، كما يجب أن يتطابق مع المؤمن المسيحي كذلك! إن الله لا يتطلع إلى كنيسة تسود العالم، بل بالحري إلى الروح الذي في الكنيسة، الذي يقودها في الصلاة والاستناد وإظهار روح النعمة.

فاتكِّل عليهِ دومًا واثقًا في وعدِهِ
مثلَ طفلٍ يستريحُ قلبُكَ في حضنِهِ

مايكل هاردت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net