الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي في مذلتنا ذكَرنا
الَّذِي فِي مَذَلَّتِنَا ذَكَرَنَا، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ ( مزمور 136: 23 )
نحن نتمتع بأعمال الرحمة الإلهية كل يوم، بغض النظر عن كوننا نستحق أم لا. ومن أعمال رحمته معنا أنه حين تأتي علينا أيام العناء والمذلة، لا يمكن أن ينسانا، بل إنه يذكرنا. إنه يذكرنا في المذلة بثلاثة أمور:

الأول: نوع المذلة: «لم تُصِبكم تجربة إلا بشرية» ( 1كو 10: 13 ). أي أن ما تسمح به لنا العناية الإلهية ليس خارجًا عمَّا يصيب كل البشر سواء كان حرمانًا أو فقرًا أو مرضًا أو أي شيء آخر مما يحدث للناس تحت الشمس. طبعًا هذا من رحمته التي إلى الأبد، والتي لا ينقطع عملها معنا لحظة واحدة . فيا عزيزي المُجَرَّب، لا تنسَ أن الله لم يغفل أنك بشر، فلا تدَع العدو يجعلك تُصاب باليأس والفشل، بل تعالَ بما يَعتمل في نفسك ساكبًا القلب في حضرته، حتى وإن لم يرفع عنك الآن ثقل التجربة، ستفهم على الأقل قصده منها، فيملأ قلبك السلام الإلهي العميق الذي يفوق كل عقل.

الثاني: حجم المذلة: «ولكن الله أمين، الذي لا يدَعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون» ( 1كو 10: 13 ). إن الرب - في رحمته التي إلى الأبد - لا يمكن أن يُعطي تجربة فوق ما يمكننا أن نحتمل. إنه يعرف طاقة كل منَّا، ويعرف حدود احتمال كل منَّا، ولا يمكن أبدًا أن يضع علينا أكثر مما نحتمل. فيا عزيزي المتألم لا تقنط وتيأس، بل تشجَّع، وثق في اليد الحكيمة والرحيمة والتي لا تعمل شيئا عشوائيًا، بل كل شيء بحساب دقيق للغاية.

ثالثًا: طريقة الخروج: «سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا» ( 1كو 10: 13 ). يا لرحمة الرب بنا! إنه ليس فقط يضع في حسبانه واعتباره نوع وحجم المذلة والتجربة، بل يجعل مع التجربة المنفذ. فهو قبل أن يسمح بها، يُدبر المخرَج منها، وقبل أن يُرسلها لنا، يُرتب طريق الخروج منها. والمنفذ الذي ترتبه لنا عناية الله لا شك أنه يعود بالمجد للرب، وبالنفع لنا، وهكذا يتمجَّد الله في كل شيء. وهذا بعكس ما يُشككنا به العدو في مثل هذه الظروف، فعلينا أن لا نسمع له، ولا نعطيه فرصة لكي يشككنا في صلاح إلهنا المُحب «الذي في مذلتنا ذكَرنا». إنه لا يرسل تجربة إلا من نوع معروف، وحجم يُحتَمل، وطريق خروج مجيدة ومفيدة، وذا «لأن إلى الأبد رحمته».

وقبِّلي أيدي أبٍ يؤدبُ البنينْ
فإن تأديبَ العلي للنفعِ بعدَ حينْ

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net