الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القدرة الإلهية
فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ ( أستير 6: 1 )
عند وصول إسرائيل لأسوأ درجة في تاريخه جاء الخلاص والنجاة بواسطة امرأة كانت حياتها متوقفة على رغبة مَلِك مُستبِّد، وكانت هي في مواجهة بلاط ملكي غاية في الشر. لكن الضعف يرى قدرة الله على القضاء على الشر الخبيث بحكمة لطيفة، لكن عنيدة في الوقت نفسه.

والأصحاح السادس من سفر أستير يبدأ بحادثة عجيبة تُبيِّن كيف يعمل الله عندما تسوء كل الأمور. على عكس بداية أي عهد جديد عندما يستخدم الله ”آياته وعجائبه“ ( تث 6: 22 أس 6: 1 ، 27)، يضع الله هنا الأحداث في أيد بشرية لكي تسوء الأمور فعلاً. وعندما يحدث هذا يعمل من وراء الستار، بدلاً من التدخُّل المباشر، لتغيير مسَار الأحداث، بدون أن يُوقف المسؤولية التي تقع على الإنسان: «في تلك الليلة طارَ نوم الملك»؛ أي ”هرب منه“، عمدًا وليس من قبيل الصُدفة ( 1يو 5: 19 ). وعلى الرغم من أن «العالم كُله قد وُضع في الشرير» ( مز 127: 2 )، إلا أن الله هو المُتحكِّم في كل الأمور، ويعتني بشعبه دائمًا. طار النوم من الملك، فالثروة والسلطان لا يقدران أن يشتريا ساعة نوم واحدة، لأن هذا لا يعطيه إلا الله وحده «يعطي حبيبَهُ نومًا» ( أس 6: 1 ). والله هو الذي خطف من الملك النوم لسبب: أن يطلب سِفر تذكار أخبار الأيام ليُقرأ أمامه. وليس صُدفةً أن يسمع قصة كشف “مردخاي” عن مؤامرة لقتله في الوقت الذي أوشكَت فيه مخططات “هامان” على التنفيذ (أس6: 1-3).

تلك هي سِمَة سفر أستير والهدف منه. كثير من الناس يبحثون اليوم عن دليل على قوة الله، ويفتشون عن علامات وعجائب لكنهم لا يجدونها. كثيرون يقولون: نريد مسحة جديدة. ونحن في الواقع لا نريد شيئًا جديدًا لأننا الآن لنا نفس القوة كما كانت لنا من قبل «كما أن قدرته الإلهية قد وهَبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى» ( 2بط 1: 3 ). ماذا نحتاج أكثر من ذلك؟ لن نرى المعجزات التي نشتهيها، لكن بدلاً من ذلك ينبغي أن نبحث عن معجزة تتمثل في لقاء أو حديث يقود إلى الإيمان بالله الحقيقي. أَ ليست يد الله تمتد إلى هذه الأمور؟ أعرف مؤمنة تُصلى يوميًا للرب ليجعلها على اتصال مستمر مع الناس، لذا نادرًا ما يمر يوم دون أن يكون لها حديث عن الحقائق الأبدية مع غير المؤمنين.

إنتظري الربَّ فهو يُقيمْ ويُعطي بجودٍ فهوَ كريمْ
يَسُدُّ العَوزَ يَفكُّ الضيقْ بُحبٍّ أبدي فهوَ عظيمْ

روجر بني
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net