الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الموت هو ربح!
لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ ( فيلبي 1: 21 )
بينما يعتبر أهل العالم أن الموت خسارة على كل المقاييس، فإن المؤمن الحقيقي يدرك ويعلَم أن الموت هو رِبْحٌ ( في 1: 21 ). ولكن لماذا الموت ربح؟ الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في الأسباب التالية:

(1) راحة من الاتعاب: حيث إن الحياة مليئة بالأتعاب والآلام، ولأن الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعبًا ( أي 14: 1 )، والإنسان مولود للمشقة كما الجوارح لارتفاع الجناح ( أي 5: 7 )؛ لذلك فإن رقاد المؤمن يُريحه من أتعابه: «طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم، يقول الروح، لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم» ( رؤ 14: 13 ).

(2) خلاص من الأشرار: كيف لا وقد كان المؤمن في حياته كالحَمَل بين الذئاب، أو كالزنبقة وسط الأشواك، كم عانى من حقدهم وكراهيتهم! وكم قاسى من غدرهم وخيانتهم! لقد ظلموه وأهانوه، حقَّروه وأضَّروه؛ لذا فإن المؤمن برقاده يتخلَّص من بني بليعال الذين قيل عنهم إنهم كشوك مطروح ( 2صم 23: 6 ).

(3) تعزية تفوق الوصف والبيان: برقاد المؤمن تنطلق نفسه وروحه للفردوس – المقَر المؤقت لأرواح المؤمنين الراقدين – وهناك حالة من الهناء والصفاء والتعزية، فلقد قيل عن لعازر بعد رقاده «الآن هو يتعزى» ( لو 16: 25 ). ولقد اختبر الرسول بولس ذلك، وعبَّرَ عنه قائلاً: «أنه اختُطِفَ إلى الفردوس، وسمع كلمات لا يُنطَق بها، ولا يسوغ لإنسانٍ أن يتكلَّم بها» ( 2كو 12: 4 ).

(4) التمتع برِفقة جميع المؤمنين الراقدين: صحيح أن المؤمن برقاده يُفارق عشرات – وربما للبعض مئات أو آلاف – من دائرة أحبائه وأصدقائه ومعارفه، لكنه من الجانب الآخر ينضم لملايين من المؤمنين الراقدين. سيرى شخصيات ممَّن قرأ عنهم في الكتاب المقدس، نظير: آدم، إبراهيم، موسى، دانيال، بولس، بطرس ... وغيرهم الكثير. كما سيرى أحباء وأقرباء وأصدقاء – من عائلة أولاد الله – عاصرهم وعاصروه، أحبهم وأحبُّوه، لكنهم للفردوس سبقوه.

(5) رؤية المسيح عيانًا: وهذا يأتي على قمة جميع الأسباب، وهل يوجد شيء أحلى وأروع من رؤية المسيح عِيانًا والتمتع بحضرته – لا سيما بعد التحرُّر من ضعف ووَهن الجسد؟ ولهذا قال بولس: «لي اشتهاءٌ أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاكَ أفضل جدًا» ( في 1: 23 )، لاحظ لم يَقُل: “وأكون مع إبراهيم أو موسى” لكن «مع المسيح»، فيا للروعة!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net