الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون وانعدام التعفف
فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ، ...وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ. وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ ( قضاة 16: 21 )
عاش شمشون في فترة حكم القضاة. وكانت الأمور تسير في صفِّه منذ البداية، وتوافرت له كل أسباب النجاح. ومن قضاة 13 نعرف أنه نشأ في بيت منضبط، بين أبوين يؤمنان بالرب ويعبدانه؛ وعلاوة على ذلك أنه عُيِّن من الله لكي يُخلِّص إسرائيل من الفلسطينيين ( قض 13: 5 ). لقد كان النصر مضمونًا له، فماذا يريد المرء أكثر من ذلك؟ ثم إن الله حَبَاه ليس بالقوة البَدنية فقط بل أيضًا بجمال الصورة. وفوق كل هذا «باركَهُ الرب. وابتدأ روح الرب يحرِّكهُ» (13: 24، 25). وإذ أعطيَ كل هذا، كم هو مؤسف أن نقرأ عن نهايته المأساوية: «فأخذَهُ الفلسطينيون وقلعوا عينيهِ ... وأوثقوهُ بسلاسل نحاس. وكان يطحن في بيت السجن»! وبدلاً من أن يُخلِّص شمشون إسرائيل، أسلَم هو نفسه للأعداء. كيف حدث هذا لمَن كان كل شيء في صفه؟ أين الخطأ؟

إن الأمر لا يحتاج إلى بصيرة ثاقبة لكي نكتشف مفتاح سقطة شمشون، لكنها تطل علينا بوجهها القبيح مرارًا وتكرارًا في قضاة 14-16. شمشون لا يعرف التعفف. هو لا يستطيع أن يحكم عواطفه. فما يريده يريده في الحال، وكان شعاره “لتكن لا إرادتك بل إرادتي”؛ فمثلاً: انظر إلى عواطفه الجامحة في قضاة 14: 1- 4 حين رأى امرأة فلسطينية وثنية جميلة وأراد أن يتخذها له زوجة، كان ردُّه الأناني على مشورة والديه التي بحسب رأي الله «إياها خُذ لي لأنها حَسُنت في عينيَّ». إن اتخاذ القرارات على أساس مجرَّد النظرات واللَّذات هو دائمًا علامة على انعدام التعفف.

انظر أيضًا إلى ضعف شمشون مع دليلة في قضاة 16 فبسبب محبته الأنانية لتلك المرأة الفلسطينية الخائنة أفضى إليها بسرّ قوته ونفسه أيضًا: «فكشف لها كل قلبهِ» ( قض 16: 17 ). إن مدى ضعف شمشون المُذهِل يُرى بوضوح عندما جاءته ثلاثة تحذيرات واضحة لِما سوف يأتي عليه (16: 7-14)، لكنه كان أعمى أمام إعلان دليلة له صراحةً، لماذا أرادت معرفة سرُّه: «أخبِرني بماذا قوتك العظيمة؟ وبماذا تُوثَق لإذلالك؟» ( قض 16: 6 ). كم هو أساسي وحيوي للمؤمن ألاّ يرتبط بغير مؤمنة! فالعلاقات العاطفية يُمكن أن تَعمي إلى الحد الذي يجعلنا نفعل أمورًا لم نكن نتخيَّل قط أن نفعلها؛ أمورًا تتخطى كل معقول. يا لها من بليَّة تورِّط نفسك فيها أن تقع في علاقة عاطفية مع “دليلة”! فلا عجَب أن تحذرنا كلمة الله من زواج المؤمنين بغير المؤمنين ( 2كو 6: 14 ).

ديفيد ريد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net