الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 18 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما لم يكن موجودًا في الخيمة
وَلاَ تَصْعَدْ بِدَرَجٍ إِلَى مَذْبَحِي كَيْ لاَ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ ( خروج 20: 26 )
نستطيع أن نتعلَّم كثيرًا من سكوت الكتاب المقدس كما من كلامه؛ ممَّا يحذفه كما ممَّا يذكره. أما عن ما لم يكن موجودًا في خيمة الاجتماع، فنقول:

(1) لم يكن هناك مزلاج (قفل) على المدخَل: والله يُشير بذلك إلى استعداده في كل الأوقات لمُلاقاة الخاطئ الذي يأتي إليه، وترحيبه به.

(2) لم يكن هناك كروبيم (ترمز إلى الدينونة) على مدخل الدار، بينما الكروبيم كانت على الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس. وبهذا يُشير الله إلى نعمته الكاملة في مُلاقاة الخاطئ المحتاج والمسكين، لأن المسيح قد حَمَل كل الدينونة على الصليب.

(3) لم يكن هناك دَرج للمذبح: والله يريد أن يُعلِّمنا من هذا أنه لا مجهود ولا استعداد من جانبنا يُمكن أن يُساعدنا على الوجود في محضره، ولا بدء صفحة جديدة، وتجنُّب العادات الشريرة، وصيرورتنا مُتدينين، وعمل كل الجُهد الذي في الاستطاعة؛ كل ذلك ليس هو طريق الاقتراب إلى الله، لكن موت المسيح يكفي إلى التمام.

(4) لم يكن للمرحضة قياس: فالمرحضة المستديرة المملوءة بالماء، والتي تُشير إلى صِفة الكلمة في التطهير، تُرينا القداسة التي تؤهل أولئك الذين يريدون أن يتقدَّموا إلى الله، وليس لهذه القداسة مقياس أو حدود «فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كاملٌ» ( مت 5: 48 ).

(5) لم تكن هناك أداة لإطفاء المنارة: فالله يريد دوامًا أن يُعطي شعبه النور الذي يحتاجون إليه. والمسيح نورنا. ونحن أبناء نور، وهذه صفة لن تُنزع منا في أي وقت.

(6) لم يكن للأقداس شبَّاك: فلم يكن الأمر محتاجًا إلى ضوء الطبيعة، لأن الله نفسه أعدَّ لها النور. فكل ملء اللاهوت يحل في ذلك الإنسان المبارك، ربنا يسوع المسيح، المُقَام والمُرفَّع. ونحن مملوؤون فيه، ولا نحتاج إلى نور من الطبيعة، ولنا كُلنا معرفة روحية وصلَتنا عن طريق الكتب المقدسة، ولنا مُعلِّم كُفء ومعصوم هو الروح القدس.

(7) لم يكن هناك كرسي للكهنة: لأن عملهم لم يكن كافيًا، وإنما كان فقط رمزًا وظلاً. «وأما هذا (الرب يسوع المسيح) فبعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحةً واحدةً جلسَ إلى الأبد عن يمين الله» ( عب 10: 11 ، 12). وهكذا نجد التباين بين عمل الكهنة غير الكامل، وعمل المسيح الكامل.

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net