الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل نحن غير مُبالين؟
وَأُرْسِلَتِ الْكِتَابَاتُ .. إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ لإِهْلاَكِ .. وَإِبَادَةِ .. الْيَهُودِ .. وجَلَسَ الْمَلِكُ وهامان لِلشُّرْبِ ( أستير 3: 13 - 15)
هنا نرى اليد الكريمة القديرة وهي تدبر العلاج الحقيقي لمشكلة الإنسان؛ أي الفداء. ويُقرر الحكيم أنه رأى هذه الحكمة «وهي عظيمة». وهل هناك عظمة نظير أن الذي ليس لعظمته استقصاء يأتي لكي يصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا؟

هذه ”المدينة الصغيرة“ هي الكرة الأرضية التي هي فعلاً أمام الكواكب الأخرى ليست إلا شيئًا صغيرًا لا يُذكر. ثم ”فيها أُناسٌ قليلون“، وهذه هي قصة أبوينا الأولين حيث لم يكن على كوكبنا إلا هما فقط. وهنا يظهر في المشهد ذلك المُخرِّب الأكبر؛ إبليس، الذي في تاريخه كان ملاكًا عظيمًا، لذلك يقول عنه الحكيم: ”ملكٌ عظيمٌ“، والذي بغوايته لحواء وسقوطها جذبت رَجُلُهَا وراءها، وهكذا وضع ذلك العدو يده على كل العائلة البشرية، مُمَثلة في رأسها الأول آدم. لكن شكرًا لله لأجل تقرير الروح القدس: «وُجِدَ فيها (في المدينة) رجلٌ مسكينٌ حكيمٌ».

أولاً: هو الرَجُلُ الحقيقي أمام الله: لأن الإنسان بالسقوط قيل عنه: «أما الرجلُ ففارغٌ عديم الفهم، وكجحش الفَرَا يُولد الإنسان» ( أي 11: 12 )، فكان لا بد من «إنسانٌ شريفُ الجنس» ( لو 19: 12 )؛ وهو الإنسان الوحيد الذي يُوصف بأنه: ”رَجُلِ رِفْقَة الله“.

ثانيًا: مسكينٌ: وهنا تذوب قلوبنا؛ فالذي له السَّماوات والأرض «أخلى نفسَهُ، آخذًا صورةَ عبدٍ ... وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسَهُ» ( في 2: 6 -8)، لذلك نسمعه يُصلي بروح النبوة: «صلاةٌ لمسكين إذا أعيا، وسكبَ شكواهُ قدام الله» (عنوان مز102).

ثالثًا: حكيمٌ: فهو الحكمة الأزلي متجسدًا «أنا الحكمة ... أنا الفهم. لي القدرة» ( أم 8: 12 -14). وما أروع التقرير: «نجى هو المدينة بحكمتهِ»! وما أجمل الكلمة «بحكمتهِ»! لأن الحكمة تضع كل شيء في مكانه الصحيح. ومَن غيره استطاع أن يُعطي للعدل الإلهي مكانه اللائق به؟ ومَن غيره استطاع أن يجمع بين محبة الله وقداسته في مشهد تعدِّينا على الله؟

ولكن ماذا كان موقف المدينة (العالم) من هذا المُخلِّص؟ «ما أحدٌ ذكَرَ ذلك الرجل المسكين!». فكم مِن دول يُدعى عليها اسمه، ولكنها تتنكر له وتتجاهله؟! لكن شكرًا لله لأنه لا يترك نفسه بلا شاهد، فهناك نفوس لا تُحصى، متفرقة في هذا العالم، تجتمع إلى اسمه، لتتعبد له، إلى أن يأتي ويُنهي هذا المشهد المُظلم.

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net