الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا غاسل أرجل البشر بيديك!
ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ، وَاَبْتَدَأ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ ( يوحنا 13: 5 )
سيدي وربي ما أكفأك راعيًا صالحًا لنا في البرية! وما أروعك شفيعًا لنا عند الآب عندما نخطئ! وإذ نعيا من السفر فالكاهن العظيم بقلبهِ الإنساني وقدراته الإلهية هو خيرُ مُعينٌ لكهنتهِ في طريقهم للأقداس. وأما أن تغسل رجليَّ بيديك كل يوم كجزء من برنامج رعايتك لي، فهذا كثيرٌ جدًا عليَّ أنا التراب والرماد!!

يا غاسل أرجل البشر بيديك، ما أجملك عبدًا عبرانيًا كاملاً (خر21)، دخلت إلى العالم بمفردك! وبعد أن أكملت سني خدمتك رفضت سيدي أن تخرج (من العالم إلى الآب) وحدك. فقد قرَّرت أن حبة الحنطة ستقع في الأرض وستَمُت، وستأتي بثمرٍ كثير (يو12). فأنت لن ترجع إلى هناك بمفردك والقطيع كثيرٌ أمامك. ما أروعك إذ جاءت ساعة خروجك إلى الآب (يو13) تُظهِر وتُعلِن ما قرَّرته أنك تحب امرأتك وأولادك لن تخرج حُرًا! «يسوع ... إذ كان قد أحبَّ خاصته الذين في العالم، أحبَّهم إلى المُنتهى». ولم تكتفِ بمحبتك وخدمتك الأبدية ولكنك قُمت عن العشاء وغسلت أرجل تلاميذك بيديك. ما أقوى محبتك دافعة يديك لغسل أرجل البشر!

ما أروعك وأنت السماوي الخارج من عند الله والراجع إليه، تغسل الأقدام بما يتناسب مع الحضرة الإلهية التي تعلَمها وتُقيم فيها، وراجع إليها بناسوتك! ما أجمل يديك والآب قد دفع إليهما كل السلطان، لم تستنكفا من غسل الأقدام، بل نيابةً عن الآب (مَن دفع إليك كل سلطان لتنوب عنه وعن بيته) تعمل بكل اهتمام لغسل أقدام قديسيك لاستعادة الشركة معك ومع الآب! يا غاسل أرجل البشر بيديك، ما أجمل يديك!!

ما أجملك وأنت تمسح الأقدام بمِنشفة المحبة المتضعة فلم تتناثر قطرة هنا أو هناك! فأعطيتنا أروع الأمثال عن قيمة المِنشفة والصمت التام والوداعة الحقيقية بعد غسل الأقدام، فلا مجال للقيل والقال. يا غاسل أرجل البشر، ما أجمل مِنشفتك في يديك!

يا غاسل أرجل البشر بيديك، ما أجوَدك وقد تعهَّدت تطهير حياتى طوال غربتي! لا عُمق خطاياي، ولا عدد مرات تكرارها، ولا طول زمانها استطاع أن يمنع يديك المقدسة عن غسل رجليَّ. يا من غسلت رجلي يهوذا بيديك، أ يصعب عليك غسل أقذاري أنا الغالي عليك؟! ما أطول صبرك غاسلاً الأقدام لكل قديسيك لأكثر من ألفي عام!!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net