الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الربُّ ظلٌ لـكَ
الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى ( مزمور 121: 5 )
نزل يعقوب إلى مصر مع عشيرته؛ بداية صغيرة لعائلة وعشيرة. وهناك استظلوا بل ظلَّلتهم العناية الإلهية في ظِلّ مزدوج الطبقات: ظِلّ يوسف سيد الأرض، وظِلّ فرعون العظيم. وفي هذا الظِلّ المُزدوج نَمَت العشيرة وصارت شعبًا كبيرًا. وفجأةً مات يوسف، وزال ظِلُّهُ، وذهبت معه نصف الحماية. لكن لا بأس لقد بقيَ ظِلّ فرعون؛ لكن إلى متى؟ «الإنسان مثلُ العُشب أيامُهُ. كزهر الحقل كذلك يُزهر» ( مز 103: 15 )؛ لقد مات فرعون الذي كان يعرف يوسف ويحترم عشيرته، فزال ظِلُّهُ أيضًا، وذهبت حمايته. أ يمكن أن يزول ظِلّ مزدوج مثل هذا؟ نعم، لقد زال وتغيَّر كل شيء، ووجدوا أنفسهم شعبًا في العَراء بلا غطاء، وبلا ظِلّ، وبلا حماية. وتحوَّلت أرض جاسان لهم وأضحَت كور المشقة، وعانى القوم من لظى شمس العبودية، ومرارة الاضطهاد، كما عانوا من صقيع الذُل، وصِغَر النفس في معاجن الطين وتحت سياط المُسخِّرين. وهنا يظهر القدير ويجدِّد عهده مع الآباء. لقد جاء وقت الرأفة، لقد جاء الميعاد، ظهر الرب ليُخرِج شعبه ويُظلِّلهم ليلاً ونهارًا. سحابة في النهار تحمي وتُظلِّل، ونارٌ في الليل تُنير وتُرشد. ويختبرون «لا ينعس حافظك ... الرب حافظك. الرب ظِلٌ لكَ». «ظلَّلت رأسي في يوم القتال» ( مز 121: 3 - 5؛ 140: 7).

عودة إلى عهد الآباء البطاركة. عودة إلى سفر أيوب الأصحاح الأول والثاني. نرى نوعًا آخر من الظل والحماية وما يُسمَّى بلغة هذه الأيام ”الحصانة“، دبلوماسية كانت، أم نيابية، أم قضائية، لا يمكن الاقتراب من أي شخص يتمتع بإحداها قبل أن يتقدَّم الخصم بطلب رفع هذه الحصانة أو الحماية. وتُستكمَل الإجراءات التنفيذية للنظر في هذا الطلب والتصرُّف فيه رفضًا أو قبولاً. وهذا ما حدث مع الرجل الكامل والبار أيوب، وهذا ما صُدِمَ به الشيطان. لقد جعل قلبه على أيوب، لكنه ما استطاع الاقتراب إليه، أو مدّ يد الأذى في قليل أو كثير، من قريبٍ أو من بعيد في ظل هذه الحصانة. فتقدَّم بطلبٍ إلى جهة الاختصاص وكان ذلك له جزئيًا، وفي حدود ما سمح به الرب صاحب الظل. رفع الرب ظله وحمايته عن: مُمتلكاته، وأولاده، وانتهاءً بصحته وبجسده، لحمًا وعظمًا، جلدًا وأحشاء، ولكن حفظ نفسه «حفظت عنايتك روحي» ( أي 10: 12 ). واجتاز فيما اجتاز لبركة نفسه وخير أصحابه، ورأينا فيه ”عاقبة الربِ“ ( يع 5: 11 ). فلإلهنا كل المجد.

فخري وهبه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net