الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُطوَّبة .. أَمَة الرب
هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ( لوقا 1: 38 )
«هوذا أنا أَمَة الرب» .. وكلمة ”أَمَة“ تعني ”خادمة“ أو ”جارية“. إن الفتاة أو المرأة التي تأخذ مركزها كخادمة وعابدة للرب، توصَف بأَمَة الرب.

«ليكن لي كقولك» .. يمكن أن نرى في هذه العبارة أربعة أمور وُجِدتْ في قلب المُطوَّبة مريم:

1- إيمانها: «فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب» ( لو 1: 45 ). 2- تسليمها: قبولها التام لمشيئة الله.

3- أشواقها: لقد تاقت أن ترى تحقيق تاج النبوات، فمولودها هو المسيَّا مُشتهى كل جيل.

4- أفراحها: لقد فرحت بإكرام وإنعام من الرب لا يوصَف. فتحية الملاك لها وموضوع بشارته يجلِب أعظم السرور والفخر.

أَمَة الرب هي التي تخشع أمام الرب، وتخضع لأمر الرب. وتوجد امرأتان أخذت كل منهما موقف الجارية في حضور رجل جبار بأس: راعوث: تقول لبوعز بعد أن سقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض: «ليتني أجدُ نعمةً في عينيكَ يا سيدي لأنك قد عزيتَّني وطيَّبت قلب جاريتك (أَمَتك)، وأنا لستُ كواحدة من جواريك» ( را 2: 13 )، وأيضًا «أنا راعوث أَمَتك. فابسط ذيلَ ثوبك على أَمَتك لأنك وليٌّ» ( را 3: 9 ). وأَبِيجَايِل تقول عن نفسها لداود 6 مرات: ”أَمَتُك“ في 1صموئيل 25: 23-31 وأيضًا «سقطَت أمام داود على وجهها وسجدت إلى الأرض». وكلمة ”سجدت“ هنا بمعنى خشعت واتضعت. فأَمَة الرب تُعبِّر عن ذلك بخشوعها أمام الرب، والخشوع هو الزينة المقدسة. إنه الخشوع الواجب في الصلاة وفي الترنيم، الخشوع اللائق بمحضر إله قدوس «مَقدسي تهَابون. أنا الرَّب» ( لا 19: 30 ؛ 26: 2).

قال أحدهم: ”إن الخشوع في حياة النساء هو الورَع أمام الله، والاحتشام أمام الرجال، والحياء أمام عموم البشر“. الله يرى الخضوع الذي في القلب، الشيء الذي لا يراه الناس. بينما الخشوع أمام الله يبقى ظاهرًا يمكن أن يراه الناس.

أَمَة الرب أيضًا تخضع للرب في كل الأيام، وكل الأحوال كما فعلت المُطوَّبة مريم. خضعت لإرادة الرب في أصعب مواقفها عندما شك القريب. وخضعت لإرادة الرب في ضيق معيشتها وهى لا تجد مكانًا يليق بوضع مولودها العظيم. وخضعت للرب وتمَّمت الوصية وختنت الصبي في اليوم الثامن. وخضعت للرب بصُنعها الفصح مع رجلها كما اعتادوا في أورشليم. وخضعت لإرادة الرب عند مشاهد الصلب الرهيبة.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net