الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السرير على ظهر المفلوج
قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ، وَاذْهَبْ إلَى بَيْتِكَ! ( مرقس 2: 11 )
أصدقاء المفلوج: حَمَل أربعة أصدقاء صديقهم المفلوج بكل الحب إلى حيث كان الرب. وإذ أعاقتهم الجموع عن الوصول للرب نفسه، صعدوا به إلى السطح بكل حنان المحبة. ثم نقَبوا السقف وأنزلوا المريض على سريره أمام الرب بمنتهى الحذَر الذى لا تصنعه إلا المحبة. وعجيب إيمانهم الذي عرف أن يُثابر ويتخطى الصعوبات! ومُثابرة الإيمان هذه دليل على الشعور بالاحتياج الشديد، كما أنها دليل الثقة العجيبة في القوة والإجابة التي سيجدونها عند الرب الذي يطلبونه. طوباهم إذ امتدح الرب إيمانهم. وما أروعهم مثالاً للشركة في الخدمة! فنحن لا نعرف مَن أخذ زمام المُبادرة بزيارة الرب، أو مَن اقترح الصعود إلى السقف. وغالبًا اشترك الأربعة في إنزال المفلوج - الكل في شركة عجيبة وانكسار رائع، واتحاد في تناغم وهدوء - غرضهم الوحيد هو شفاء صديقهم.

رب المفلوج: قال المسيح للمفلوج: «يا بُني مغفورة لكَ خطاياك». قال هذا بكل السلطان وبصورة حادة حملت سلطانها معها أنه المسيَّا. وفورًا فكَّر الكتبة الجالسون أنه يجدِّف. فسألهم سؤالاً مُحيِّرًا: أيُّما أيسر: أن يُقال (وليس أن أقول) ”مغفورة لك خطاياك“، أم أن يُقال ”قُم واحمل سريرك وامشِ؟“ وكلاهما مستحيل للإنسان. والرب لم يتساءل أيهما أصعب بل أيهما أيسر؟ فبالنسبة له كلاهما يسير. ظن الكتَبة أن ادعاءه غفران الخطايا أيسر له لأنه أمر مستور.

فأعقب الرب سؤاله بإعلان أمجد: «قُم احمل سريرك وامشِ». فإذا بالرب يستَعلِن القوة الإلهية والتي أعطته السلطان أن ينطق بالغفران. وما أروعه يستعلنها بسلطان الآمِر «لك أقول (أنا) قُم»، دون صلاة أو دعاء. وإذا بالمريض يُشفى شفاءً كاملاً في الحال ويحمل سريره!

السرير على ظهر المفلوج: ها هو المريض يسير في شوارع كفرناحوم والسرير على ظهره ليُعلِن ليس الصحة الكاملة والشفاء الكامل للجهاز العصبي والعظام والعضلات، بل وصحة الشباب. وتاج الكل تجديد الحياة الداخلية بالكامل بعد غفران الخطايا.

أيُّهما أيسر؟! ها هو يتمتع بالبركتين معًا: الغفران والشفاء. ما أيسر الكل لرب الكل! وما أحلى الإيمان يتسلَّم ببساطة!

قارئي المبارك: هل تقابلت مع غافر الخطايا؟ وهل تحمل سريرك؟ أم ما زال سريرك يحملك؟ أ تشترك مع إخوتك فى حِمل البشرية المُعذَّبة كما فعل أصدقاء المفلوج؟

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net