الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التمتع بمناظر المجد
أَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ ... فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ ( أعمال 7: 55 )
نقرأ عن الذين أحاطوا باستفانوس أنهم «حَنقوا بقلوبهم وصرُّوا بأسنانهم عليهِ» (ع54). و«صرير الأسنان» يُذكَر سبع مرات في الكتاب المقدس، كلها في الأناجيل، وعلى فم الرب نفسه ( مت 8: 12 ؛ 13: 42، 50؛ 22: 13؛ 24: 51؛ 25: 30؛ لو13: 28). وهو - أي ”صرير الأسنان“ - تعبير عن هذا المزيج الرهيب من الغيظ والغضب وثورة العاجز الضعيف مِن ناحية، وعن يأسه وإحباطه اللذين لا يُعبَّر عنهما، من ناحية أخرى. و«صرير الأسنان» ينتظر الخطاة في «أتون النار» في جهنم، حيث سيقضي الخطاة أبدية لا تنتهي في «الظلمة الخارجية»، في يأس مُطبَق، بلا بصيص مِن الرجاء، إذ «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان». أما اليهود هنا فكانوا بعدُ أحياء على الأرض، لم يمضوا بعد إلى الجحيم، لكنهم فعلوا ما سيظلوا يفعلونه إلى أبد الآبدين «صَرُّوا بأسنانهم عليهِ»؛ لقد استحضروا الجحيم، وعاشوا في مُعاناته وآلامه قبل أن يذهبوا إليه، لأنهم رفضوا الحق الواضح الصريح المُختص بشخص الرب يسوع المسيح. ويا للبؤس! ويا للشقاء! ويا للمُعاناة!

إن غضبهم لم يَقُدهم إلى التوبة، ولكن ملأهم بالمرارة والكراهية. ولقد رفضوا – وبإصرار – أن يكشف لهم أحد عن خطيتهم ليقودهم إلى التوبة، ولذلك جاء رَّد فعلهم شيطاني جُهنمي، وهو ذات ما فعله هيرودس أنتيباس مع يوحنا المعمدان. وصرير أسنانهم لم يُخمَد إلا بعد أن أصبح استفانوس – الشاهد الأمين – جثة هامدة مُشوَّهة، وملطَّخَة بالدماء. بينما كانت روحه - في ذلك الوقت – هانئة مُطمئنة في الفردوس.

ولكن استفانوس تمتع بمناخ السماء وهو على الأرض «أما هو فشخَصَ إلى السماء وهو مُمتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» (ع55، 56). وكأنه تمتع بمواعيد الأرض البهيَّة، وأكلَ من ثمارها الشهية، وهو لم يَزَل يعبر البرية الخَرِبة المستوحشة ( عد 13: 23 ).

وإذا كانت الأرض رفضته كما رفضت سيده من قبل، فقد انفتحت السماء له، وإذ نظر إليها استمَّد شيئًا من أشعة المجد في وجه سيده المُقام من بين الأموات. ولم يستمِّد الأشعة لنفسهِ فقط، بل عكَسها على الذين من حوله أيضًا. لم يرتفع فقط – بكيفية عجيبة مُدهشة – فوق الظروف التي كانت تُحيط به، بل استطاع أيضًا أن يُظهر لمُضطهديه وداعة المسيح ونعمته ( 2كو 3: 18 ). ويا ليتنا جميعًا هكذا!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net