الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى وراعوث
فَذَهَبَتَا كِلْتَاهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ ( راعوث 1: 19 )
اختيار راعوث في نظر الإنسان العالمي هو حماقة شديدة. فأن تترك راحة موآب ومسرَّات بيتها وأهلها وأرض ميلادها، لتتخذ رحلة برية لا تعلم عنها شيئًا، إلى أرض لم تَرها من قبل، لتُرافق أرملة فقيرة مكسورة الخاطر، لتعيش وسط شعب لا تعرفه. فبالمنطق والعيان يبدو أن هذا جنون وقمة الغباء. كما يبدو أيضًا أنه جنون، الاقتران بفقراء وأدنياء وضعفاء هذا العالم، وترك العالم الديني العظيم، للاشتراك في عار المسيح خارج المحلة، لأنه، وليس سوى الإيمان الناظر إلى النهاية المجيدة هو الذي يُمكنه أن يسلك هذا الطريق. فما كان من صُحبة راعوث لامرأة طاعنة في السن ووحيدة وحزينة سوى البداية لقصة رائعة ستنتهي بزواجها من بوعز جبار البأس والغني. والأروع من ذلك هو أن اسمها سيُحفظ في سلسلة نسب ربنا يسوع. وفى ضوء ما بعد القصة، مَن يا تُرى يمكنه القول بأنها أخطأت إذ اختارت أن تقع قُرعتها مع نُعْمِي العجوز؟

وموسى في يومهِ، مع كل امتياز الطبيعة الممنوح له، ومع كل مجد هذا العالم الذي كان أمامه، أصبح مثالاً لامعًا للإيمان. فقد أدار ظهره لمسرَّات الخطية وكنوز القصر، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر. إنه ترك العالم وكل أمجاده ليجد نفسه في مشهد البرية، رفيقًا لشعب فقير ومتألم. وفي نظر العالم فإنه غباء مُطلق! ولكنه في يومه يقول الإيمان بحق: «لم يُظهَر بعد ماذا سنكون» ( 1يو 3: 2 ). ويجب على الإيمان أن ينتظر ستة عشر قرنًا قبل أن يُظهَر ماذا سيكون. وقد سُمِحَ لنا أن نرى ظهور موسى في المجد على جبل التجلي في شركة مع ابن الإنسان. ومنظر المجد هذا سوف لا يخفت. وفي النهاية يدخل موسى إلى أمجاد ملكوته الآتي في شركة مع ملك الملوك، لكي يُظهَر أن أمجاد هذا العالم التي رفضها، إنما كانت صغيرة بالفعل إذا قُورنت بثقل المجد الذي اكتسبه.

كذلك في يومنا هذا فإن طريق الإيمان يبدو في نظر العالم قمة الغباء. أن ترفض مجد العالم وتوحِّد نفسك مع شعب الله الفقير والمحتَقر، وأن تخرج خارج المحلة حاملاً عاره، فهذا يُعتَبر للمَنطِق الإنساني والنظرة الطبيعية أنه جهالة. ولكن الإيمان يُجيب «لم يُظهَر بعد ماذا سنكون». وسيكون للإيمان مكافآته المجيدة، عندما ينفجر نهار المجد، ويتغيَّر الإيمان إلى العيان.

سأقدسُ صليب العـــارْ حتى ألتقي مع الأبـرارْ
فينزعه يسوعُ البــــــارْ ويعطيني إكليلَ الفخـارْ

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net