الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة أزلية أبدية
افْتُدِيتُمْ .. بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا ... ( 1بطرس 1: 18 - 20)
إن محبة الله – قبل كل شيء – هي محبة أزلية أبدية. إن قصة الصليب كأسمى إعلان وأقوى دليل على محبة الله، لها – كأي قصة أخرى في التاريخ – بداءة في الزمان. وبناءً على هذا الاعتبار نرى أن الخطية التاريخية (أي التي لها بداءة في التاريخ)، قد قُوبلت بفداء تاريخي أيضًا. ولكن الرسول بطرس يُحدِّثنا عن «دمٍ كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دَنَس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم» ( 1بط 1: 19 ، 20). وهذا يُبيِّن لنا بوضوح أزلية الكفارة بحسب قصد الله الأزلي، وهذا القصد هو المحبة.

ومع أنه يظهر لعيون البشر أن الجلجثة حادثة في الزمان، إلا أن المحبة قديمة العهود جدًا. قبل أن يتنبأ الأنبياء، وقبل أن يتغنى مُرنم بيت لحم بمزاميره الخالدة، وقبل أن تصنع سُحب جبل سيناء ستارًا كثيفًا يحجب محضر يهوه عن الشعب، وقبل أن يأخذ موسى عصاه، أو يُخلَع على إبراهيم اسمه المقدَّس، بل قبل أن كانت عدن فردوسًا، وقبل أن ترنَّمت كواكب الصبح معًا عند الخليقة وقبل العصور البشرية، هناك فيما وراء الأزل البعيد جدًا، تربعت المحبة الكثيرة الواسعة العميقة مُتوَّجة في قلب الله ... والله الذي هو الكائن، وهو الذي سيبقى هكذا إلى الأبد، هو من الأزل وإلى الأبد الله غير المتغير، وغير القابل للتغيير.

في المحبة الله خلق، وفي المحبة الله فدى، وفي المحبة يُقدِّس، وفي المحبة يقبل قديسيه في المنازل السماوية. هكذا قال الرب يسوع للتلاميذ: «لا تضطرب قلوبكم. أنتم تُؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة، وإلاَّ فإني كنتُ قد قلتُ لكم. أنا أمضي لأُعِد لكم مكانًا» ( يو 14: 1 ، 2). فالسماء سماؤنا، وهناك بيت أبينا. والسماء مِلكنا لأننا مِلك للرب فادينا. ويا له من تعليق بليغ على محبة الآب الأبدية عندما يقول بولس الرسول: «ما لم تَرَ عينٌ، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعدَّه الله للذين يحبونَهُ» ( 1كو 2: 9 ). وإنه من دواعي السعادة الفائقة أن ننمو شيئًا فشيئًا في أن ندرك «مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعُمق والعُلو، (ونعرف) محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 19 ، 20).

حُبٌ عظيمٌ قد سَمَا عن كل حُبٍّ في الورَى
أحبَّ فادينا العليّْ مُحققًا كلَّ المُنَى
من فَرطِ حُبِّهِ لنَا عنَّا صَليبَهُ اعتلَى

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net