الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخادم الكامل
لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ( مرقس 10: 45 )
- يُحدِّثنا إنجيل مرقس عن الرب كالخادم، لذلك ففيه الكثير من التعاليم الكتابية عن الخدمة المتكاملة وعن الخادم الكامل. وهذه بعض لمحات مما وَرَد في هذا الإنجيل المبارك عن حياة الرب كالخادم الكامل:

- كلمة ”للوقت“ تأتي في الأصحاح الأول 10 مرات، وهذا يؤكد لنا أهمية الوقت في حياة الخادم. وكما نعلم أن رقم 10 هو رقم المسؤولية؛ فالوقت في حياة الخادم مسؤولية وليس أمرًا ثانويًا بسيطًا، وهو من الأمور الهامة جدًا التي يجب على كل خادم أن يستوعب أهميتها، ويحافظ عليها، حتى يستغل كل لحظة في حياته لمجد الله ولإكرام اسمه. وكما قال أحدهم: ”إن العمر هو الوقت مُجمَّعًا، والوقت هو العمر مُجزءًا“. ومن يضيِّع وقته يضيِّع عمره، أما مَن يستغل ويستثمر وقته بشكل صحيح فإنه بالتالي يستثمر حياته كلها في ما يفيد.

- في مرقس 1: 35 يقول الكتاب: «وفي الصُّبح باكرًا جدًا قامَ وخرجَ ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلِّي هناك». وفي تكرار هذه الكلمات - «قامَ وخرج ومضى» - إصرار واضح في الالتزام على قضاء الوقت في الصلاة والخلوة مع الله، حتى وإن كان مشغولاً جدًا طوال اليوم الذي يسبقه بالخدمة وبالنفوس، لكن هذا لم يمنعه أو يثنيه عن تلك الجلسة الحُبيَّة التي يتمتع بها في كل صباح مع الآب، ولا مجال لتأجيلها أو تأخيرها.

- ازدادت شُهرة الرب كما ذُكر في نهاية الأصحاح الأول حتى إنه لم يقدر أن يدخل المدن ظاهرًا. لكن في بداية الأصحاح الثاني نجد الرب في بيت في كفرناحوم؛ فشُهرته لم تمنعه من دخول البيوت والذهاب للناس، لم تُبعده عن التعامل الفردي مع النفوس والاهتمام الشخصي بهم، ولم تجعله مشغولاً عن زيارتهم في بيوتهم وقضاء الوقت معهم في الحديث والأكل بينهم. بعد الشُهرة كان يمكنه أن يدعو الناس لأي مكان فيأتون إليه، ولو لمسافات بعيده، لكنه لم يفعل بل ظل يذهب للناس حتى بيوتهم «لأن ابن الإنسان أيضًا لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم».

- «وكانَ الجمع جالسًا حولَهُ، فقالوا له: هوذا أُمك وإخوتك خارجًا يطلبُونك» ( مر 3: 32 )؛ كان الرب كالخادم لا يُعلِّم تعليمًا دون أن يعيشه ويُتمِّمه في حياته، فهو الذي دعا مَن يخدمه أن يترك أباه وأُمه وإخوته، وهنا يذكر لنا الكتاب أن أُمه وإخوته جاءوا يطلبونه، فهو كالخادم كان قد ترك أمه وإخوته.

نعم، حدِّثوني .. كيف يَسمو فوق كلِّ الكائنات!

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net