الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السير مع الله (2)
هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ ( عاموس 3: 3 )
تحدَّثنا في الأسبوع الماضي عن سيرنا مع الله كما ظهر في حياة أخنوخ، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذا الموضوع الهام، فنقول:

رابعًا: موعد لقاء. مع أن اللقاء تم فعلاً منذ أن تعرَّفنا على المسيح عند الصليب، لكن ما أجمل أن يكون للمؤمن موعد فيه يجدِّد الحب لربه وفاديه! ما أجمل أن نبدأ يومنا بلقاء معه، وأن يتجدَّد هذا اللقاء كل يوم في بداية ساعات النهار. إن مكان اللقاء الذي حدده الرب لموسى هو كرسي الرحمة، هذا الكرسي الذي صار لنا في العهد الجديد “عرش النعمة”، هناك نتقابل معه. قال أحد القديسين : “اعتدت أن أتقابل مع سيدي يوميًا في الصباح الباكر، ثم بعدها أسير معه باقي ساعات اليوم”. ليتها تكون عادتنا نحن أيضًا.

خامسًا: قلوب متوافقة. فنحن قد نسير خلف شخص دون أن نتفق، وقد نُجبِر آخر أن يسير خلفنا دون أن يكون راضيًا عن ذلك. لكن أ يمكن أن يسير اثنان معًا، بكل ما تعنيه كلمة “معًا”، دون توافق وانسجام؟! ولهذا ففي سفر المحبة؛ سفر نشيد الأنشاد، يقول العريس: «هلُّمي معي من لُبنان يا عروس، معي من لُبنان» ( نش 4: 8 ). فهل عندنا هذه المحبة لسيدنا وعريسنا؟ أ نتبعه برغبة وحب؟ إن سيرنا مع الله هو أوضح تعبير عن المحبة له.

سادسًا: الفكر المتجانس. وأعني به فكر التواضع؛ فيا لتواضع الله أن يتنازل ويقبل أن يسير مع خلائق نظيرنا! إنه «الماشي على أعالي البحر» ( أي 9: 8 )، والذي «على دائرة السماوات يتمشى» ( أي 22: 14 )، «الماشي على أجنحة الريح» ( مز 104: 3 ). أ ليس تواضعًا منه أن يقبل أن يمشي مع الإنسان؟ لكن في الوقت نفسه ما لم يكن الإنسان متواضعًا حقًا فإن الله لن يسير معه، بل بالحري سيُقاومه ( 1بط 5: 5 مي 6: 8 ). وفي هذا يقول ميخا النبي: «قد أخبرَك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبُهُ منك الرب، إلاَّ أن تصنع الحق، وتحب الرحمة، وتسلك متواضعًا مع إلهك» (مي6: 8).

سابعًا: الهدف المشترك. إننا نسير مع الرب هنا، وأما غاية السير فهو اللقاء معه في السحاب، والبقاء معه في السماء. وهناك سنواصل أيضا السير معه في المدينة السماوية ذات الشوارع الذهبية. يقول الرب لملاك كنيسة ساردس: «عندك أسماء قليلة .. لم يُنجِّسوا ثيابهم، فسيمشون معي في ثيابٍ بيض لأنهم مُستحقون» ( رؤ 3: 4 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net