الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وقوفنا أمام كرسي المسيح
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ ( 2كورنثوس 5: 10 )
نحن نعلم أن خلاصنا يقين، وأن المؤمن لن يأتي إلى دينونة ( يو 5: 24 )، لكن وقوفنا أمام كرسي المسيح له العديد من الأغراض، نذكر أهم ثلاثة منها:

(1) نوال المكافآت: ستُعرَض كل حياتنا، كما في فيلم، وسيَظهر في نور كرسي المسيح كل ما فعلنا، ”خيرًا كان أم شرًا“. لقد قيل عن سيدنا إنه إلهٌ عليم وبه توزَن الأعمال ( 1صم 2: 3 ). ولأنه إلهٌ عليم فلن يفلت شيء من ملاحظته الدقيقة، وبالتالي من مكافآته السخية، سواء أ كانت خدمة له أو تضحية في سبيله، كما سيكافئ المؤمن على تحمُّله للتجارب بشكر ( يعقوب 1: 12 )، وعلى تمسُّكه بأمانة بالحق المُعلَن في كلمتهِ ( 2تيموثاوس 4: 7 ، 8)، وعلى تقواه وتفكُّره في اسم الرب ( ملاخي 3: 16 ). ولأن ”به تُوزَن الأعمال“ فلن يظهر فقط ما عملناه، بل أيضًا لماذا وكيف عملنا ما عملنا. نحن نعلم أن هناك فارقًا بين أن أظهر في عيادة الطبيب، وأن أدخل إلى حجرة الكشف ليفحص أعماقي بالأشعة. وهكذا فإننا ليس فقط سوف نَظْهَر أمام كرسي المسيح، بل يقول الرسول: «إننا لا بد أننا جميعًا “نُظْهَر” أمام كرسي المسيح». في ذلك اليوم سننال من السيد الكريم المدح العظيم والمكافأة السخيَّة على حياتنا هنا له.

(2) إجابة التساؤلات: قال الرب لبطرس: «لستَ تفهم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكن ستفهم في ما بعد» ( يو 13: 7 ). ومرات كثيرة لا نُدرك تمامًا الحكمة من معاملات الرب معنا، وقد نفهمها بعد حين في هذه الحياة، ولكن أمورًا كثيرة لن نفهمها حتى نصل إلى السماء، ونقف أمام كرسي المسيح. وعندما يستعرض الرب حياتنا، ستتم الإجابة عن التساؤلات المُحيِّرة التي لم نعرف عنها إجابة، وسنُدرك الحكمة والرِفق اللذين بهما نسج الرب تفاصيل حياتنا. قال حزقيا للرب: «لففت كالحائك حياتي». والحائك يخيط الثوب بالمقلوب، فيبدو لغير الخبير كأنه أتلَف القماش، ولكن بعد أن ينتهي من حياكة الثوب، يتضح فن الحائك وبراعته.

(3) تعظيم النعمة: لأننا سنرى خطايانا، لا بحسب ما كنَّا نتصوَّرها، لأنه سيكون لنا نفس نظرة الرب للأمور؛ كما سيتضح لنا في تلك الوقفة كيف أن نعمة الرب اتخذت من ضعفنا وفشلنا مجالاً لكي تظهر بلمعانٍ أفضل. يومها ستتعظم النعمة في عيوننا بصورة لم تخطر لنا على بال. ونحن نظرًا لقِلَّة حساسيتنا للخطية، نادرًا ما نُقدِّر النعمة التي يُظهرها الرب لنا والتي تحتملنا. لكن كرسي المسيح سيجعلنا في النهاية نُدرك كل هذا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net