الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشهادة لحياتنا الأبدية
إن كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله أعظم ( 1يوحنا 5: 9 )
الحياة عطية من الله: كان أسْوَد أيام الإنسان ظلامًا يوم سقطته، إذ سبق الله وقال لآدم: “موتًا تموت”. ومن ذلك الوقت خيَّم شبح الموت على كل ما هو حول آدم. ولكن بظهور ابن الله في الجسد وموته وقيامته أعطانا الحياة الأبدية، فأشرقت الحياة في قلوب البشر بعد أن خيَّم ظل الموت عليها طويلاً. واستطاع الرسول بولس أن يحوِّل هذه البركة إلى واقع عملي يوم قال: «مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا، بل المسيح (بحياته الأبدية) يحيا فيَّ» (غلا2: 19).

الله يشهد للحياة: ولم يكتفِ الله بإعطائنا الحياة الأبدية، لكنه يشهد لذلك بنفسه. وهذه هي الشهادة «أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن له الحياة، ومَن ليس له ابن الله ليست له الحياة» ( 1يو 5: 12 ). فالله مصدر هذه العطية. والعطية هي حياة الله بالنعمة ولا دخل فيها لإنسان إلا أن يتسلَّمها بالإيمان. والحياة التي أعطاها الله للمؤمنين هي نفسها الحياة الأبدية في الابن بعد انتصارها على الموت والشيطان. إنها حياة خالية من أي سلطان للعدو عليها. كما أنها محفوظة في ابن الله. وها هو الله بنفسه يشهد لها. فطوباكِ يا نفسي فليس عليكِ إلا أن تتمتعي بجريان حياة ابن الله فيكِ دون مُعطلات.

شهادة الله في قلوبنا: وبعد أن أعطانا الله الحياة وشهد لها, ها هو يضع الشهادة أيضا في قلوبنا. فكل مَن يثق في الابن ويُسلِّم حياته لقيادته بالتوبة القلبية والإيمان بدم المسيح، في الحال يحصل على الشهادة في قلبه «مَن يؤمن بالابن فعنده الشهادة في نفسه» ( 1يو 5: 10 )؛ وذلك لأن الإيمان يصدِّق شهادة الله، والذي يشهد بأنه أعطانا (نحن المؤمنين) حياة أبدية. وهكذا فالمؤمن يحمل في قلبه شهادة إلهية معتمَدة بضمانه للحياة الأبدية.

احذر عدم تصديق الشهادة: ولا عذر لنا أن لا نُصدِّق شهادة الله. وتعليم هلاك المؤمن والذي لا يصدِّق هذه الشهادة يكذِّب الله ( 1يو 5: 10 ) ومَن يجرؤ على هذا؟ وحياة المسيح فينا ليست مجرَّد كلام بل إنها واقع حياتي، وامتلاك حي للمسيح مُتحدين به. وشهادة الله هي قوة فعَّالة للإيمان، وإن احتضنا الصليب تصير الحياة الأبدية واقعنا العملي وميراثنا من هنا، وتصبح شهادة الله في قلوبنا خير سَنَد لنا.

وبموتِكَ مَنَحتَنا الحياةَ للأبدْ
يا حياتَنا رجَانا فَخْرَنا والمُعتَمَدْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net