الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخدمة وبواعثها
إذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا، نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ ( 2كورنثوس 5: 20 )
يُختَم الأصحاح الخامس من الرسالة الثانية إلى كورنثوس بالحديث عن كرامة الخدمة وعظمتها باعتبارنا سفراء عن المسيح، ولكنه في الأصحاح ذاته يُقدِّم لنا ثلاثة بواعث عظيمة للخدمة هي:

1- كرسي المسيح: فيقول الرسول: «لأننا لا بد أننا جميعًا نُظْهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا» (ع10). أي خوف مقدَّس، وأيةً هِمَّة عالية ينبغي أن يبعث فينا الفكر بأننا يومًا سوف نقف أمام كرسي المسيح، وأنه سيقول لكل واحدٍ منَّا: “أعطِ حساب وكالتك”؟! ويا للخجل الذي سيكون من نصيب كل مَن تقاعس في إداء الخدمة التي كلَّفه الرب بها، بالمقابلة مع الكرامة والمدح والمجد لكل خادم أمين، عندما يسمع من فم الرب القول: «نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل، فأُقيمك على الكثير، ادخُل إلى فرح سيدك» ( مت 25: 21 )!

2- رُعب الرب: عندما أشار الرسول إلى وقوف الجميع أمام كرسي المسيح، تذكَّر وضعْ الأشرار المُرعِب أمام العرش العظيم الأبيض، فقال: «إذ نحن عالمون مخافة الرب نُقنع الناس» (ع11). وتَرِد كلمة “مخافة الرب” بحسب الأصل بمعنى “رُعب الرب”. إننا عندما نتذكَّر الموقف المُرعب والمصير الأبدي الرهيب لكل مَن رفض النعمة، وأجَّل التوبة، وتجاهل نداء المحبة من المسيح، الذي ليس بأحدٍ غيره الخلاص، فإن هذا يُعتبر باعثًا عظيمًا لنا لكي نُنذر الشرير من يومٍ عصيب. قال الحكيم: «أنقِذ المُنقادين إلى الموت والممدودين إلى القتل. لا تمتنع. إن قلت هوذا لم نعرف هذا، أ فلا يفهم وازن القلوب؟ وحافظ نفسك ألا يعلم؟ فيرُّد على الإنسان مثل عمله» ( أم 24: 11 ، 12)

3- محبة المسيح: قال الرسول بولس: «لأن محبة المسيح تحصُرنا»، ثم استطرَد قائلاً: «كي يعيش الأحياء في ما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام». ومن مُنطلق محبة المسيح لنا، وبالتالي محبتنا له ( 1يو 4: 19 )، تقوم كل الخدمات، سواء خدمة إطعام قطيع المسيح الغالي والسؤال عن سلامتهم ( يو 21: 15 - 17)، أو خدمة توصيل الخبر السار للنفوس التي مات المسيح لأجلها. وبدون هذه المحبة يصبح أعظم كلام من أعظم الخدام مُجرَّد نحاس يطن أو صنجٍ يرِّن ( 1كو 13: 1 ).

أعِنَّا لنخدِمَ اسمكَ القدوسْ نتَّجِرُ بوزنَاتِنا

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net