الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تفرُّد الكنيسة
وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي ( نشيد 6: 9 )
من المعروف أنَّ الكلمات التي أمامنا هي عن العروس الأرضيَّة، أي البقيَّة التَّقيَّة. فمع أن للرب علاقات متنوِّعة مع القدِّيسين في كل زمان وعصر، فهو «الذي منهُ تُسمَّى كل عشيرة في السماوات وعلى الأرض» ( أف 3: 15 )، غير أن ليس لهم جميعًا ذات المركز والمقام، وهذا ما نجده واضحًا هنا، فإن كنَّا نرى فئاتٍ متنوِّعة: “مَلِكات وسراري وعذارى وبنات”، لكن ولا واحدة من هؤلاء لها المكانة الفريدة التي للعروس! ويا له من تفرُّد صار لتلك العروس الجميلة، الأمر الذي يجعلها موضع إعجاب العالم أجمع: «رأتها البنات فطوَّبنها. المَلِكات والسراري فمدحنها» ( نش 6: 9 ). فإذ يُشرِق عليها مجد الملك وجماله، يرى جميع الأمم جماله فيها فيُعجَبون بها: «وخرج لكِ اسمٌ في الأُمم لجمالِكِ، لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليكِ، يقول السيد الرب» ( حز 16: 14 ).

وإن كان هذا هو حال البقيَّة التَّقيَّة؛ عروس المسيَّا الأرضيَّة، فما هو حال الكنيسة عروس المسيح السماويَّة؟! فلا توجد أيَّة فئة من المؤمنين في كل التدابير، بما فيهم العروس الأرضيَّة رغم تميُّزها عنهم، لها نفس المقام الذي صار للكنيسة، فهي ثمرة فريدة لا نظير لها للنعمة الغنيَّة؛ فرغم تميُّز العروس الأرضيَّة عن باقي المؤمنين الأرضيين كما رأينا الآن، إلاَّ أنَّها لم تَصِر “جسد المسيح”، ولم تَصِر «أعضاء جسمِهِ، من لحمِهِ ومن عظامِهِ» ( أف 5: 30 )، كما هو الحال مع الكنيسة. إنَّ الكنيسة، العروس السماوية تُرى في عيني العريس «لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن» ( مت 13: 46 )، لا مثيل أو نظير لها. إنَّها متفرِّدة عن كل مَن حولها، ولكي ما يقترن بها هذا العريس المبارك، باع كل شيء (سفك دمه الكريم)، كي يمهرها لنفسهِ عروسًا!!

وإن كان العريس يرى عروسه الأرضيَّة حمامة كاملة، أي جميلة وبلا عيب، فكيف تُرى بالحري العروس السماويَّة، والذي سيُحضرها الرب لنفسه «كنيسة مجيدة، لا دَنَسَ فيها ولا غَضْن (تجاعيد تظهر على الوجه بفعل الزمن)، أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 27 )! دعونا نُعظِّم عمل نعمة الله فينا، التي نقلتنا من الموت إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور، ومن دائرة اللعنة إلى دائرة البركة، بل وجعلتنا واحدًا في ذلك الشخص الكريم، إلهنا ومعبود قلوبنا ربنا يسوع المسيح!

يا لسرٍ فائقٍ كلَّ مديحْ سامٍ في الكمَالْ
الكنيسةُ عروسٌ للمسيحْ صاحبِ الجلالْ

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net