الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راحة شعب الله
بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! ( عبرانيين 4: 9 )
فرضَ الله التعب على الإنسان عندما دخلت الخطية إلى العالم. فبعرق الجبين يحصل الإنسان على الخبز. لقد كان عليه أولاً أن يعمل الجنة ويحفظها، ولكن لم تكن هناك مرارة الخدمة والتعب. هكذا في الفردوس السماوي الذي ينتظرنا، راحة الله التي سندخلها، سيكون هناك نشاط، وسيكون هناك تعبُّد طوال الأبدية، ولكن بدون عناء وبدون تعب وبدون أي مشهد للخطية. تلك الراحة ما زالت باقية. وكيف ندخلها؟ «لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة» ( عب 4: 3 ). هذه هي الحقيقة المباركة التي أمامنا الآن؛ راحة الله، الراحة التي لا يمكن للخطية أن تدخلها أو أن تعكر صفوها أبدًا؟!

ولكننا لن نحصل على المعنى الكامل لهذه الراحة ما لم يكن كل شيء في انسجام وتوافق مع طبيعة الله الكاملة. فكما في الخليقة الأولى، وهكذا في الخليقة الجديدة، كل شيء فيها يجب أن يكون متجاوبًا مع الفكر الإلهي؛ فالخطية يجب أن تُستبعَد أبديًا، والشر بكل أشكاله لا بد أن يُمحى، ونتائج الخطية - الآلام والأحزان والموت «آخِر عدو» - يجب أن تُبطَل. والكل أيضًا يجب أن يُطبَع بطابع البقاء والدوام بالمقارنة مع التغيير والانحلال السائد الآن.

عندئذٍ يصبح في الإمكان أن تستطلع كل الخليقة بآفاقها الواسعة، الكمالات الإلهية في لذة وسرور. والسماوات لن يؤثر على انسجامها أي اضطراب، أو يلطخها دنس الوجود الشيطاني في ما بعد. والعروس، المدينة السماوية التي نورها ومجدها هو الحَمَل، والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر؛ الكل يصبح موضوع رضاء الله المُطلق. وعندئذٍ يُسمَع دوي الكلمات «حسنٌ جدًا» مرة ثانية، والله نفسه يستريح من أعماله.

ونحن مُعدُّون لراحة الله، وإلى أن ندخل راحة إلهنا لا بد لنا أن نكون شعبًا تَعِبًا. نحن في البرية، ولكن لنا أفراح الشركة مع إلهنا ومع بعضنا البعض، وهي عيِّنات ومُقدِّمات لأفراحنا الأبدية. ولكنها كثيرًا ما تتعطل وتضطرب بفعل العدو وحسَده. أ ليست حالة شعب الله المنقسمة في الوقت الحاضر، وحالة القلق وعدم الراحة التي نسهَم جميعنا فيها، هي شهادة قوية على أننا في البرية وأننا لم ندخل بعد راحة الله؟ إننا نتوقع تلك الراحة، ونرنو بأبصارنا إليها. فلنُحرِّض أحدنا الآخر على أن لا يستمرئ أية راحة أقل من راحة الله الأبدية التي أعدَّها لنا، والتي قال عنها الرسول: «إذًا بقيت راحة لشعب الله!».

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net