الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتظار الإيمان
اخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ... فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ ( 1ملوك 17: 3 ، 4)
استمر النهر جاريًا، والغربان قامت بواجبها على خلاف طبائعها. ومع إشراق الصباح نراها تأتي وتُسمِّع صوتها بين الأشجار، إلى حيث يُقيم إيليا في الوادي بجوار النهر. ويرى العناية الإلهية مُقدَّمة له مع بداية اليوم. وعندما تغيب الشمس ويحلّ المساء، تظهر مرة أخرى هذه الكائنات السوداء حاملة الخبز واللحم للنبي دون عناء أو قلق. وكان على إيليا أن ينتظر هذه الزيارات اليومية للغربان. ولكن، هل عاش إيليا متكلاً على الغربان؟ حاشا. لأن نفسه استراحت على تلك الكلمات الخالدة: «أنا قد أمرت». فقد كان الله له وليس الغربان. وكانت هذه فرصة لتدريب الإيمان الذي يتعلَّق بالله، ويُمسك بوعده وينتظره يومًا بعد يوم حتى لو لم يرَ شيئًا منظورًا. لقد كان يقوته من مستودع غير منظور. فهو الذي يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. وبينما كان إيليا مختبئًا عن الناس، كان الله يُظهِر نفسه لإيليا. كان ينبغي أن يكون عند النهر وليس في أي مكان آخر لكي يتمتع بهذه الإعالة الإلهية. وهذا الموضع فقط هو الذي أْمِرَتْ الغربان أن تحمل الخبز واللحم إليه للنبي. ولو ذهب إلى أي مكان آخر يرغب فيه أو يستحسنه لكان عليه أن يعول نفسه. فالرزق المُعيَّن لنا من الله لا نحصل عليه إلا في المكان المعيَّن من الله أيضًا.

كان هناك مورد منظور وآخر غير منظور بالنسبة لإيليا. المورد المنظور هو النهر الجاري، أما المورد غير المنظور فهو الطعام الذي تُحضره الغربان. وكان من الممكن أن يضعف إيمانه ويقلق من جهة الطعام، أما النهر فهو المنظور والمضمون. لكن الذي حدث بعد مدة من الزمان أن النهر يبس، أما الغربان فلم تكُّف عن إحضار الطعام. فالمورد المنظور يجف حتى لو كان نهرًا جاريًا. وإذا كان على إيليا أن يمارس الإيمان في الله الحي أمام كل إسرائيل، فكان من الضروري أن يحيا بالإيمان الذي يُعَوِّل على الله يومًا فيومًا.

لقد استخدم الله وسيلة معجزية وأخرى اعتيادية لإعالة النبي. فليس بالضرورة أن يتعامل الله معه بطرق معجزية دائمًا، لكونه نبي الله المُكرَّم، وأن تسير أموره فوق الطبيعة. فالله حُر عندما يستخدم الوسائل المعجزية أو الاعتيادية متى أراد. ولعلنا نتذكَّر أن الرب يسوع نفسه، عاش حياته كلها بطريقة طبيعية، ولم يعمل معجزة واحدة لأجل نفسه أو لتسديد أعوازه.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net