الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملك الراعي
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ( يوحنا 10: 11 )
تكلَّم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدمًا ثلاثة ألقاب هي: الراعي الصالح، والراعي العظيم، ورئيس الرعاة. ولقد استخدم الروح القدس في تسجيل هذه الألقاب كُلاً من الرسول يوحنا، ثم الرسول بولس، ثم الرسول بطرس على التوالي. فنقرأ قول المسيح عن نفسه: «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسَهُ عن الخراف» ( يو 10: 11 ). كما يقول الرسول بولس: «إله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدمِ العهد الأبدي» ( عب 13: 20 ). ويختم الرسول بطرس هذه الثُلاثية مُشيرًا إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة فيقول: «ومتى ظهر رئيس الرُعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» ( 1بط 5: 4 ).

وواضح هنا الارتباط الوثيق بين هذه الثُلاثية. فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر، ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب، يحدِّثنا عن الراعي الصالح. لكنه بعد الموت قام وصعد إلى السماء مُمجَّدًا، وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم. وأخيرًا سيأتي إلينا مرة ثانية مُستعلَنًا بالمجد والقوة، ليُعطي الأجرة لعبيده الأُمناء، وذلك باعتباره رئيس الرعاة.

هذه الأفكار الثلاثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور22، 23، 24. ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفي مزمور 23 نجد الراعي العظيم المُعتني بكل القطيع في هذا العالم المليء بالمخاطر والتجارب، ويرعاهم خلال الحياة المليئة بالاحتياجات والإعوازات. وفي مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، الذي هو نفسه “ملك المجد” عندما يظهر ليُكافئ كل الخدام الأُمناء الذين اعتنوا بقطيعه العزيز على قلبه.

هذه الثلاثية الجميلة تغطي الحياة بأكملها “أمسًا واليوم وإلى الأبد”. فبالنسبة للأمس نذكر تجسُّد المسيح باعتباره الراعي الصالح الذي مضى إلى الصليب ليبذل نفسه عن الخراف، وهو ما يحدِّثنا به مزمور 22. لكن الصليب لم يكن النهاية، ونفس المزمور الذي يكلِّمنا أساسًا عن الصليب يُشير أيضًا إلى القيامة. وبعد القيامة نرى خدمة أخرى للمسيح؛ كراعي الخراف العظيم. فالذي مات لأجلنا، قام، وهو حي لأجلنا. لكن سوف تنتهي هذه الحياة الحاضرة والتي نسمِّيها “اليوم” ( عب 3: 13 )، والتي استمرت نحو ألفي سنة، عندما يأتي الرب، لندخل “إلى الأبد” وذلك «متى ظهر رئيس الرُّعاة».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net