الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يخجل ولا يخجل
وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى (يَخْجَل) ( رومية 9: 33 )
كان آدم وحواء قبل السقوط «عُريانين .. وهما لا يخجلان» ( تك 2: 25 ). ولكن إذ دخلت الخطية إلى العالم جلبَت معها الخجل، وأصبح الإنسان يخجل إذ يرى نفسه خاطئًا أمام الله. وقبل أن يطرد الله آدم وحواء من الجنة ألبسهما أقمصة من جلد، وهي تتضمن الإشارة إلى موت آخر، وإلى لباس بر الله الذي يكسو به الآن جميع الذين يأتون إليه مؤمنين بربنا يسوع المسيح؛ «بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون» ( رو 3: 22 ). لهذا أمكن أن يتم القول: «وكل مَن يؤمن بهِ لا يُخزَى (أي لا يخجل)» ( رو 9: 33 ).

ولكن بكل أسف، بعد مرور أجيال كثيرة، نجد الإنسان في تكبُّره الديني، وهو يحمل اسم المسيحية، يحتاج إلى أن يلفت الله نظره إلى عريه: «أُشير عليكَ أن تشتري مني ... ثيابًا بيضًا لكي تلبس، فلا يظهر خزي عُريتك» ( رؤ 3: 18 ). ولكن من الجهة الأخرى، نرى المؤمن، والخزي بعيد عنه كل البُعد، صارت له الثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، الدم الكريم الذي سُفِك على الصليب، والذي على أساسه يشهد الروح عن المؤمنين الحقيقيين قائلاً: «لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» ( عب 10: 17 ).

وبالإضافة إلى ما سبق يقول صاحب المزمور: «وأتكلَّم بشهاداتك قدام ملوك ولا أخزى» ( مز 119: 46 )، وأيضًا في شعوره بضعفه في ذاته، وفي جو الاتكال على الله يقول: «اعضدني حسب قولك فأحيا، ولا تُخزني من رجائي» (ع116).

وما أعظم الثقة، التي كانت تملأ قلب الرسول بولس، بالرغم من كل الآلام والتعييرات التي تعرَّض لها، عندما قال: «لكنني لستُ أخجل، لأنني عالمٌ بمَن آمنت، وموقنٌ أنه قادرٌ أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» ( 2تي 1: 12 ) لقد حرَّض تيموثاوس في الكلمات السابقة لهذه العبارة قائلاً: «فلا تخجل بشهادة ربنا، ولا بي أنا أسيرَهُ» (ع8). وأيضًا في مَدحهِ لأنِيسيفُورس يقول: «مِرارًا كثيرة أراحني ولم يخجل بسلسلتي» (ع16). وأيضًا في أصحاح 2: 15 نجد الرسول يُحرِّض تيموثاوس قائلاً: «اجتهد أن تُقيم نفسك لله مُزكَّى، عاملاً لا يُخزى (لا يخجل)، مُفصِلاً كلمة الحق بالاستقامة».

وأخيرًا نُشير إلى ما كتبه الرسول يوحنا لعائلة الله، وهو يتطلَّع إلى يوم ظهور المسيح، إذ يقول: «والآن أيها الأولاد، اثبتوا فيهِ، حتى إذا أُظِهرَ يكون لنا ثقة، ولا نخجل منه في مجيئهِ» ( 1يو 2: 28 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net