الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أخذوا سَيِّدي
إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ( يوحنا 20: 13 )
قالت المجدلية عن الرب يسوع إنه سَيِّدها رغم أنها رأته مُعلَّقًا على الصليــــب، يُقاصَص كالمجرميـــن واللصوص ( يو 19: 20 )، لكنه لم يكن في عيني الإيمان سوى ”السَيِّد“. لقد رأته يُدفن في ضريحٍ كالبشر ( مر 15: 47 )، ولكنه كان بالنسبة للإيمان هو “السَيِّد”. لقد سمعت ما خرج من أفواه المُسيئين له ( لو 22: 65 )، لكنه ظل في تقديرها هو “السَيِّد”. نعم هذا تقدير الإيمان بالرغم من كل ما عاناه وقاساه “السَيِّد”، الذي قال عن نفسه: «طوبى لمَن لا يَعثُر فيَّ» ( مت 11: 6 مت 11: 3 ). وهكذا ثبَت أن المجدلية لم تَعثُر فيه نظير المعمدان الذي أرسل إليهِ يومًا قائلاً: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» (مت11: 3).

لقد كافأ الرب إخلاص المجدلية بظهوره لها أولاً قبل أي شخص آخر. ولكن ثَمة امتحان آخر كان لها حين رأت الملاكين بالثياب البيض البرَّاقة ( لو 24: 4 )، فلم تقنع بهما بديلاً عن “السَيِّد” مع العِلم أن ظهور ملاك للشخص اليهودي كافٍ تمامًا، فواسطة المعاملات الإلهية معهم هي الملائكة ( يو 5: 4 ). وإن كانت المجدلية لم ترضَ بالملائكة بديلاً عنه، تُرى ماذا عنا؟ لنفحص أنفسنا في نور حضرته، لنكتشف الحقيقة ونعود له من جديد بطاقة حُب مُتجددة مصدرها حرارة الروح وجاذبية مجده وتأثير كلمته فينا، فنقنع به وحده ( مز 16: 3 )، ولا نقبل حتى الملائكة بديلاً عنه ( كو 2: 18 ). فهو أعظم من الملائكة ( عب 1: 4 )، وأحكم من الجميع ( مت 12: 42 )، وأجمل من الكل ( مز 45: 2 ). إنه ابن الله “عمانوئيل” ( مت 1: 23 )، بهاء مجدهِ ورسم جوهرهِ ( عب 1: 2 )، ومحبوب الآب ( أف 1: 7 )، موضوع الشبع واللَّذة ( يو 1: 18 )، صورة الله غير المنظور؛ غير المرئي وغير المُدرَك ( كو 1: 15 )، الحكمة الكاملة ( أم 8: 12 ). أ بعد كل هذا يأتي شيء أو شخص ليُحوِّلنا عنه؟ إن جاءنا ملاك من السماء، وبشَّرنا بغير ما في الكلمة عنه، فليكن “أناثيمَا” ( غل 1: 8 )

عزيزي القارئ .. ليتوارى الكل، وليختفي الجميع، ويظل هو “السَيِّد” المُقدَّر حق التقدير. لتتحوَّل أنظارنا عن الكل وننظر إليه هو وحده ( عب 12: 2 )، ولنسمع له وحده ( لو 9: 35 )، ونحبه هو وحده ( مت 10: 37 )، وننتظره هو وحده ( لو 12: 36 ) ولنَقُل مع مَن قال:

يسوعُ وحدَهُ حَوَى جَميع أوصافِ الكمالْ
وَهوَ العجيبُ في البَها والعزِّ أيضًا والجَلالْ

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net