أكثر ما يجذبنا إلى شخصية يوسف هو أنه يعكس لنا جوانب متعددة من حياة الرب يسوع المسيح، وهو بلا شك من أكثر شخصيات الكتاب المقدس التي ترمز إلى المسيح.
«يوسف، غصن شجرة مُثمرة» ... الغُصنُ المُثمِر شكله مُبهج. والشجرة المغروسة عند مجاري المياه يحلو لنا أن نتأملها كثيرًا. وفي نبوات العهد القديم، قيل عن المسيح مرارًا إنه الغُصن. وهناك كلمتان بالعبري تُترجمان “غُصن”. الأولى غُصن أي فرع الشجرة (Branch). والأخرى غُصن أي بُرعم (Sprout). وقد جاء عن المسيح 5 مرات أنه البُرعم. وظهور البُرعم هو برهان وجود الحياة وسريانها في الشجرة. والمسيح لمَّا كان هنا على الأرض كان هو التجسيد للحياة الإلهية؛ حياة الله «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» ( 1يو 1: 2 ).
لقد قيل عنه إنه «غصن الرب» ( إش 4: 2 ) ... إشارة للاهوته.
وهذه هي الجوانب الأربعة لشخص الرب التي تُقدِّمها لنا الأناجيل الأربعة.
ولقد امتلأت حياة المسيح بالأثمار التي أشبعت قلب الآب، وأسعَدت نفس الإنسان. فقد كان ممتلئًا بالتكريس للآب، وتوَّحدت رغباته وأهدافه معه للدرجة التي قال فيها: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمِّم عملَهُ» ( يو 4: 34 ).
وقد كانت الطاعة هي السِمَة المُميِّزة له في كل حياته. ونحن نتعجب من قول الكتاب عنه: «مع كونهِ ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألَّم بهِ» ( عب 5: 8 ). وقُبيل الصليب أعلن: «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء. ولكن ليفهم العالم أني أُحب الآب، وكما أوصاني الآب هكذا أفعل. قوموا ننطلق من ههنا» ( يو 14: 30 ، 31).
أما عن حنانه وإشفاقه على النفوس فمَن مثله «ولمَّا رأى الجموع تحنَّنَ عليهم، إذ كانوا منزعجين ومُنطرحين كغنمٍ لا راعي لها» ( مت 9: 36 ). ولقد لخَّص بطرس حياة السَيِّد قائلاً: «جالَ يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس، لأن الله كان معه» ( أع 15: 38 ).
ليتنا نكون مُثمرين مثل يوسف، بل وبالأكثر مثل سَيِّدنا، فنُشبِع قلب الآب ونكون بركة للنفوس!