الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كُلُّـهُ مُشتهيات
حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ ( نشيد 5: 16 )
ما أعجب تواضع ربنا المبارك ووداعته! «أنا بينكم كالذي يَخدُم» .. «وابتدأ يغسل أرجُل التلاميذ» .. «الذي إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عِوضًا» .. «وكنعجةٍ صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاهُ» .. هل سمعنا أو قرأنا عن المسيح بأنه طلب حقًا له بين الناس؟

وعلى بئر يعقوب نراه يشرح بكل طول أناة أعماق الحق الإلهي لامرأة سامرية، مُنتشلاً إياها من نيران الخطية التي كانت ترعى في نفسها. وحتى في أعماق حزنه وآلام موته استطاع أن يسمع صوت الإيمان الضعيف، وارتضى أن يرجع إلى السماء ومعه نفس ”لص“، بينما نرى الغُزاة إذا رجعوا من ميدان حرب أخذوا معهم أشهر الأسرى كموضوع افتخار! نعم «كُلُّهُ مُشتهيات».

كان أيضًا «كُلُّهُ مُشتهيات» في حنانه، فدائمًا كان ”يتحنن“؛ فالجموع التي لا راعي لها، وأرملة نايين الحزينة، وابنة الرئيس الميتة، ومجنون كورة الجدريين، والخمسة الآلاف الجياع، وكل مشهد مؤلم، كل ذلك كان يهز أعطاف قلبه الحنَّان. ولم يكن غضبه ضد الكتَبة والفريسيين إلا زيادة في الحنان على الذين وقعوا تحت نير البر الذاتي.

نعم «كُلُّهُ مُشتهيات» لأنه كله كمالات متوازنة؛ فلم يكن في حنانه ضعيفًا، ولم يكن في شجاعته قاسيًا. تتبعوه أيها الأحباء في مناظر الهياج والسخط ليلة القبض عليه، وصياح محاكمته. تأملوا فيه أمام رئيس الكهنة وبيلاطس وهيرودس. انظروه مضروبًا على رأسه وملكومًا، ملطومًا على وجهه ومجلودًا، مبصوقًا عليه ومُستهزأ به؛ إنه لم يفقد أبدًا كماله وعظمته.

والآن دعني أسأل الخطاة غير المُخلَّصين أن يخرجوا إليه خارج الباب، ليروه ممدود الذراعين على صليبٍ خشن، وليسمعوا صوت المطارق تغرس المسامير في يديه ورجليه، وليتأملوا في عود الصليب يحمل ذلك الحبيب الحلو الوديع المُشتهى، والناس جلوسٌ حوله «يحرسونَهُ هناك» ( مت 27: 36 ). ثم اسمعوه يسأل الآب أن يغفر للقتلة ذنبهم. نعم اسمعوا من الصليب أنين قلب مسحوق بالحَزَن لأجلكم ... وما معنى كل ذلك؟! إنه «حَمَل هو نفسَهُ خطايانا في جسدهِ على الخشبة» ( 1بط 2: 24 )، «لكي لا يهلك كل مَن يؤمن بهِ، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

حقًا إن «حلقُهُ حلاوةٌ وكُلُّهُ مُشتهيات» .. هذا حبيبي وهذا خليلي، فهل تقبلونه كمُخلِّصكم وربكم؟ وهل تسجدون له كسيدكم وحبيبكم؟

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net