الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراعي المتروُك ونتيجة عمله
إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ( مزمور 22: 1 )
كل مِن مزموري 22، 23 يُفتتح بذِكر الله، مع هذا الفارق العظيم، إذ في مزمور 22 ذُكر اسم الله مُقترنًا بالألم الشديد والحزن العميق، بينما في مزمور 23 بدأ بذكر اسم الله مُقترنًا بعبارات تشف عن الفرح العظيم والسرور الجزيل.

في مزمور 22 يقول: «إِيلِي، إِيلِي ... إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مت 27: 46 ؛ مز22: 1). وقد تصاعدت هذه الصرخات مِن أعماق قلب الرب يسوع، وهو مُعلَّق على خشبة اللعنة، حينما كان الابن المطيع الكامل، يتجرَّع كأس الغضب، ويجتاز وادي الموت، مِن أجل أولاد الغضب والعصيان، حتى بالإيمان باسمه العظيم ودمه الكريم، يصيروا أولاد الطاعة المحبوبين.

ولكن في مزمور 23 يبدأ المرنم بذكر ”يَهْوَهْ“ ... «الربُّ راعيَّ»؛ إنه يسوع الذي كان يصرخ في مزمور 22 تلك الصرخة التي اخترقت سماء السماوات إلى أن وصلت إلى أعماق قلب الله. فهنا في مزمور 23 نجد الرب ابن الله موضوع مُناجاة خرافه الخاصة وغنم مرعَاه، كراعيها العظيم.

وأي شيء هنا على الأرض أمرّ على النفس، وأصعب على الإنسان مِن ترك أعزائنا وأقربائنا لنا وتخلِّيهم عنا في وقت حاجتنا إليهم. ومَن يستطيع أن يشعر بعُظم مرارة ذلك أكثر من الرب يسوع ابن الله، الذي كان كل يوم لذة الآب، وقد فاضت كأس آلامه المُبرحة في تلك اللحظة الرهيبة التي فيها صرخ مِن فرط حزنه قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»! إنه هو الذي قال مرة: «لتكن أنوارٌ في جَلَد السماء لتفصل بين النهار والليل ... لتُنير على الأرض» ( تك 1: 14 ، 17). لهذا حجبت الشمس وجهها لكي لا ترى أعمال الشيطان والإنسان المُخجلة. وقد حجب الله وجهه عن ابن محبته في تلك اللحظة التي بلغ سرور قلبه بطاعة ابنه مُنتهاه!

ولكن مما يُعزِّي قلوبنا أن هذا المُخلِّص العجيب المُبارك الذي سمعنا صراخه الأليم في أول مزمور 22 عندما حجب الله وجهه عن ابنه المحبوب القدوس منذ الأزل وإلى الأبد، بسبب خطايانا وآثامنا التي كانت موضوعة على عاتقه فوق الصليب، وبسبب كونه جُعل خطية لأجلنا؛ ذلك المُخلِّص العجيب هو بعينه الذي نراه في أول مزمور 23 يجتذب قلوب خرافه وخاصته نحوه، ويستخرج من أفواههم هذا القول الجميل الدال على الثقة المُفرحة والهدوء التام: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ».

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net