- قد تتثقل أرواحنا، وتتأثر نفسياتنا بأمور تبعث على الحيرة والارتباك، مما يجعل نفوسنا تئن بالشكوى قائلين: «حتى متى يا رب أدعو وأنتَ لا تسمع؟» ( حب 1: 2 ).
- قد لا تتغير الأمور التي نشكو منها، لكننا في مسيرة الإيمان نواصل سيرنا. فالإيمان لا يُصيبه الفشل والإعياء، لأنه يعرف يقينًا أن المُحبطات لن تُعيق أو تُبطل مقاصد الله للخير والبركة.
- إن الإيمان يقف على المرصد مُنتظرًا ومُراقبًا، رغم أنه لا يوجد أشق على الإنسان من انتظار الرب، فالطبيعة البشرية القلقة لا تحتمل التأخير، ولكن الإيمان يُراقب ساهرًا.
- إن الذين يقفون على المرصد يُدركون أن انتظارهم صامتين ليس بالوقت الضائع، لأنهم يعلمون أنه حتمًا سوف يُعلن لهم الرب أفكاره.
- إن الذين على المرصد يدخلون مِن خلال تلك التدريبات الروحية إلى أعماق محبة الله، وعندئذٍ تكون النفس مُهيأة تمامًا للإصغاء إلى صوت الرب في هدوء، وقبول تعاليمه وتوجيهاته.
- إن الذين يقفون على المرصد يُدركون أن هذه المحبة تجد سرورها في الإجابة عن تساؤلات القلب المُتحير، لتمنحه الاطمئنان الواثق الهادئ.
- عندما يأتي جواب المحبة فإنه يكون واضحًا وجليًا كالنور، خاليًا من كل الألغاز، وَسَيَفْهم الواقفون على المرصد هذا النور الحق، بيقين شديد.
- عندما يصلنا هذا النور فإن أفكار الله تُنقش على صفحات القلب، وعندئذٍ يجب أن نركض للإخبار بها ( حب 2: 2 )، فهي إعلانات السماء للأرض، وهي أخبار الله المُفرحة والمُبهجة للنفوس.
- إن أخبار الله المُفرحة بحق هي تلك التي تُعلن شخص المسيح وعمل محبته لأجلنا، وكل بركة ترتبت على سفك دمه على الصليب.
- إن شعورنا إزاء إحسانات وعطايا الله لنا هو شعور عدم الاستحقاق، إلا أن هذا الشعور يجعل قلوبنا قريبة جدًا من ينابيع تلك المحبة الأزلية.