الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نثنائيل تحت التينة
أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ ( يوحنا 1: 48 )
كانت الجماعة الصغيرة من الإسرائيليين المؤمنين الذين نجدهم في الجزء الثاني من الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا يتميزون جميعًا بانتظارهم للمسيا الذي أعلن عن مجيئه يوحنا المعمدان، مُهيئ الطريق له. لقد طلبوه فوجدوه، لذا قال أندراوس لأخيه سمعان: «قد وجدنا مسيَّا». كما أن فيلبس قال لنثنائيل: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». وقد كان نثنائيل يفتش الكتب نظيرهم حيث أجاب فيلبس: «أ مِن الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالح؟»، لكنه فعل شيئًا آخر أيضًا، فقبل أن يدعوه فيلبس كان «تحت التينة»، منفردًا مع الله، في تدريب عميق لنفسه، وكأنه يقول: «ليتك تشق السماوات وتنزل! ... لم ترَ عينٌ إلهًا غيركَ يصنع لمَن ينتظره ... ها أنتَ سخَطتَ إذ أخطأنا ... وقد صرنا كلُّنا كنجس، وكثوبِ عِدَّة كل أعمال برنا، وقد ذَبُلنا كورقة، وآثامنا كريح تحملُنا ... والآن يا رب أنتَ أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا، وكلُّنا عمل يديك» ( إش 64: 1 -8).

وبالتأكيد أن تلك التينة لم تكن تحمل أوراقًا فقط، بل ثمرًا أيضًا «هوذا إسرائيلي حقًا لا غِشَّ فيهِ». ويا لها من مكافأة حصل عليها من الرب! فلم يُعلن الرب ذاته له كالمسيا فقط، كما فعل مع الآخرين، بل هتف نثنائيل قائلاً: «يا معلم، أنت ابن الله! أنتَ ملك إسرائيل!». لقد ”طلب فوجد، وسأل فأُعطيَ له، وقرع ففُتِحَ له“.

ويا لها من شجرة مليئة بالتعاليم المباركة! فبالرغم من أنها تينة يهودية، إلا أن كل مؤمن حقيقي يشتاق أن يُوجد تحتها، وينشغل بالرب، بعمل الروح القدس، مثل نثنائيل قبل أن يدعوه فيلبس ليُقدِّمه للرب يسوع شخصيًا. وهكذا أُحضر ذلك الإسرائيلي الأمين من تحت شجرة التين إلى ”شجرة التفاح“؛ الرب يسوع المسيح. لقد اشتهى أن يجلس تحت ظله، وكانت ثمرته حلوة لحلقه. كما أن نثنائيل شخصيًا كان ثمرة مُنعشة من شجرة التين للرب يسوع المسيح. ليت الله يُعطينا أن نكون مثل نثنائيل، متمتعين باستمرار بجو الصلاة الذي تُشير إليه تلك الشجرة، بدلاً من الجو الجاف للدراسة بدون صلاة. وأي أُناس مختلفين سنكون حينئذٍ في بيوتنا وفي مكاتبنا وفي تجارتنا وبين إخوتنا! إننا سنتمتع بطريقة أعمق – نظير فيلبس ونثنائيل – بشجرة التفاح، رائحة المسيح الذكية وثماره الحلوة. وبالتالي تكون شركتنا مع بعضنا البعض، وكذلك شهادتنا الشخصية فيها الكثير من ”رائحة المسيح الذكية“.

فون بوسك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net