لقد شبع الله كل الشبع في صليب المسيح من جهة خطايا المؤمن. لقد اكتفى الله ورضيَ إلى التمام ولا حاجة بعد إلى مزيد. ولسنا بعد في حاجة لأن نتضرَّع إليه لكي يكون أمينًا وعادلاً، لأن أمانته وعدله قد استُعلِنا بمجدٍ فائق، ووجدا كفايتهما في موت المسيح. وخطايانا لن تعود تدخل إلى محضر الله طالما أن المسيح الذي حَمَل هذه الخطايا ورفعها موجود هناك ( عب 1: 3 ).
لكن إن أُخذنا في زلة. إن أخطأنا، فإن الضمير سيشعر بالخطأ بل ينبغي أن يشعر به، والروح القدس يعمل فينا لكي نشعر به. والروح القدس لا يمكن أن يسمح لفكر بسيط أن يمر بدون أن يُحْكَم عليه.
إذًا ما الحال إذا ما أخطأنا؟ هل تؤثر خطيتنا على مركزنا أمام الله؟ حاشا! إن الشفيع هناك «يسوع المسيح البار» لكي يحفظ ويصون العلاقة التي فيها نقوم أمام الله.
لكن وإن كانت الخطية لا تؤثر على أفكار الله ومقاصده من جهتنا، لكنها تستطيع أن تؤثر على أفكارنا نحن من جهة الله وعلى شركتنا معه، نعم وتُحدِث تشويشًا مُزريًا ومُخجِلاً. إن كانت الخطية لا تستطيع أن تحجب الشفيع عن نظر الله، لكنها تستطيع أن تحجبه عن أعيننا. إنها تتجمع كغيمة قاتمة كثيفة في أُفقنا الروحي حتى إن نفوسنا تُحرَم من الاستمتاع بضياء وجه أبينا المبارك.
فماذا نعمل إذًا؟ إن الجواب في كلمة الله «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهِّرنا من كل إثم» فباعترافنا يغفر لنا الله، ويستريح الضمير وتُسترجَع الشركة الحلوة إذ تتبدَّد ظلمة الغيمة ويتبدَّل جو الفتور والكآبة وتستقيم أفكارنا عن الله. هذه هي الطريقة الإلهية.
ونحن نستطيع أن نقول صادقين: إن القلب الذي يعرف كيف يتدرب باستمرار على الاعتراف بكل خطأ أو انحراف، سوف يختبر قيمة وقوة كلمات الرسول حين يقول: «يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطئوا».